يذكر) هذا (الإنسان) الكافر (أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا * فوربك لنحشرنهم) أي الكفار والعتاة وكذا بعض عصاة المؤمنين الذين مشوا في ركاب هؤلاء وأعانوهم، والدليل على أنها في الكافرين قوله تعالى بعد ذلك (والشياطين) أي التي كانت تضلهم وتأزهم أزا في الدنيا، أما المؤمنون بما فيهم من أنبياء وصديقين وصالحين فلا يحشرون مع الشياطين، فآية الورود تتحدث عن نوع من أنواع الحشر وهو حشر الكافرين والظالمين من بعض عصاة المؤمنين، وهو خلاف حشر المؤمنين الآمنين المستبشرين، ثم قال الله سبحانه بعد ذلك عن هؤلاء الكفار ومن معهم من الظلمة العاصين (ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا) أي سيحضرهم الله تعالى حول جهنم جميعا فيكونون قريبا منها وهذا من جملة ما سيلقون من العذاب، وأما المؤمنون الأتقياء والناجون حتى المسيئين من المؤمنين الذين يعفو الله تعالى عنهم فقد قال الله عنهم كما في سورة الأنبياء: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها، ثم بين الله لنا ماذا سيفعل بهم إذا أحضروا حول نار جهنم حيث قال سبحانه (ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا) أي يوضع في النار ويدخلها أولا أشد الظالمين والكافرين الذين كانوا في الدنيا عتاة من سفاكي الدماء وقاهري الخلق ليعلم أتباعهم بأن سادتهم هؤلاء هم قادتهم إلى النار وأنهم سيدخلون النار قبلهم، وهذا أيضا معنى قوله تعالى: (ثم نحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا)، ويقال لهم جميعا أي الكفار وبعض العصاة إذا أحضروا حول جهنم (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) وهذا تخويف لهم وزيادة في عذابهم بسبب إجرامهم وكفرهم بالله تعالى وظلمهم العباد وإزهاقهم للأرواح، ثم أخبرنا الله تعالى أنه يخرج بعد ذلك المؤمنين العاصين ويبقي أهل الكفر خالدين فيها حيث يقول سبحانه (ثم ننجي الذين اتقوا) أي اتقوا الله تعالى بعدم شركهم وكفرهم به بعد انقضاء مددهم (ونذر) أي نترك (الظالمين فيها جثيا) أي باقين وماكثين]. أجارنا الله منها بمنه وكرمه.
ومما يدل ويؤكد أن هذه الآية (وإن منكم إلا واردها) ليست دليلا على