[فائدة]: وذهب بعض أهل العلم إلى أن قوله تعالى * (وكلم الله موسى تكليما) * لا يدل على جواز سماع الكلام الذاتي النفسي الذي ليس هو حرفا ولا صوتا والذي هو من صفاته تعالى، كما لم يدل على ذلك أيضا قوله تعالى * (ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم) * (151) البقرة: 174، وذلك لأن قوله تعالى * (وكلم الله موسى تكليما) * معناه أن الله تعالى خلق صوتا في الشجرة خاطب به سيدنا موسى عليه السلام، وقد تعين القول بهذا لاستحالة أن يكون الله تعالى في الشجرة التي كانت في البقعة المباركة لتنزه الله تعالى عن الحلول في الأرض وفي المكان، فقول الله تعالى * (فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) * القصص: 30. لا يدل على أنه سبحانه كان في الشجرة ولا نستطيع أن نفسر الآية إلا بما قررناه وهو أن الله تعالى خلق صوتا في الشجرة فخاطبه به.
ولذلك أخطأ قوم من أهل العلم فقالوا: إنه على هذا يكون الكلام هو