وسيمر معنا إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب أثناء الكلام في موضوع صفات الله تعالى بعض المسائل المتعلقة بموضوع القياس في العقيدة وبيان من قال بذلك مع بيان بطلان كلامه.
ولا يفوتنا في هذا الموضع إلا أن نضرب ولو مثلا واحدا على استعمال بعض من ينسب نفسه للعلم القياس الفاسد في العقيدة في موضوع يتعلق بذات الله تعالى فنقول:
قال صاحب كتاب (الصواعق المرسلة) ابن قيم الجوزية فيه (1 / 250) بعدما ذكر آية * (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) * ما نصه:
[السابع: أن يقال هب أن القرآن دل ظاهره على إثبات جنب هو صفة فمن أين يدل ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد كما قال النبي ص لعمران بن حصين: (صلى قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب). وهذا لا يدل على أنه ليس لعمران ابن حصين إلا جنب واحد. فإن قيل: المراد على جنب من جنبيك، قلنا: فقد علم أن ذكر الجنب مفردا لا ينفي أن يكون معه غيره ولا يدل ظاهر اللفظ على ذلك بوجه.
ونظير هذا اللفظ القدم إذا ذكر مفردا لم يدل على أنه ليس لمن نسب إليه إلا قدم واحد كما في الحديث الصحيح: (حتى يضع عليها رب العزة قدمه).
وفي الحديث: (أنا العاقب الذي يحشر الناس على قدمي)] انتهى.
فانظر يرحمك الله تعالى كيف قاس رب العالمين في مسألة الجنب بعمران بن حصين!! فجعل ما ينطبق على عمران ينطبق على الله تعالى، ثم انظر كيف أثبت بذلك وبطريق ملتو أن لله جنبين، وكذلك قاس المولى سبحانه وتعالى في مسألة القدم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم!! فهذا مثل للقياس الفاسد في أبواب العقيدة المصادم لنصوص الكتاب والسنة، لأن المراد في الواقع بقوله تعالى * (يا