والحركة والملل ونحو هذه الألفاظ التي تطلقها المجسمة دون ترو ولا بصيرة على الله تعالى لا يتصور فيها وجود شئ يمكن إثباته بعد نفي عنصر التشبيه منها وتفويض معناه لله جل جلاله!!
فالحركة مثلا التي يصف الله تعالى بها بعض المشبهة والمجسمة لا يفهم منها إلا الانتقال من محل إلى آخر ولا تعقل إلا بذلك، فإذا نفيت بعد إثباتها الانتقال لم تعد حركة فيبطل ما أثبته أولئك المشبهة حينئذ من أساسه ويتبين أن كلامهم متناقض في ذلك لأنه لم يبق شئ يمكن إثباته خلافا للسمع والبصر فتأمل جيدا!!
فالمرض مثلا والنسيان الواردان في الكتاب والسنة والمضافان إليه سبحانه وتعالى لا يمكن اعتبارهما صفة له سبحانه للقاعدة التي قررناها، وبذلك يتبين بطلان كلام من يقول: (نقول يمل لا كمللنا وله يد ليست كأيدينا مثلما نقول يسمع لا كسمعنا ويبصر لا كبصرنا)، لأن هذا كلام إنشائي مجمل بعيد عن التحقيق العلمي المستند لنصوص الكتاب والسنة كما سيأتي إن شاء الله تعالى عند الكلام على المكر والاستهزاء والخديعة وغيرها، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ويتضح هذا أكثر في المثال الثاني:
2 - ثبت في صحيح مسلم (4 / 1990 برقم 2569) عن سيدنا رسول الله ص أن الله تعالى يقول:
(يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده...) الحديث.
فهل يا قوم يجوز لنا أن نقول: نثبت بهذا الحديث لله تعالى صفة المرض ولكن ليس كمرضنا؟!! وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضا وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته؟!!
كلا، ثم كلا، بل نقول إن من وصف الله تعالى بأنه يمرض أو قال إن