* (نسوا الله فنسيهم) * التوبة: 67 وقوله تعالى: * (إنا نسيناكم) * السجدة: 14 فبهذه الآيات لا نثبت لله تعالى صفة النسيان وإن ورد لفظ النسيان في القرآن الكريم، ولا يجوز لنا أن نقول: إن لله نسيانا ولكنه ليس كنسياننا، وذلك لأن الله عز وجل قال: * (وما كان ربك نسيا) * مريم: 64.
ولا يحل لرجل عاقل بعد هذا أن يقول: (ينسى لا كنسياننا، ويجلس لا كجلوسنا، وهو في السماء ليس كمثله شئ، كما نقول: هو سميع ليس كسمعنا، وهو بصير ليس كبصرنا...).
فإن غالط مغالط وقال: لماذا لا نقول: يضحك لا كضحكنا وينسى لا كنسياننا ويمل لا كمللنا؟!!
قلنا له: قولك لا كضحكنا ولا كنسياننا ولا كمللنا لن يفيدك البتة ولن ينفي عنك التشبيه!! لأن هذا دال على النقص أولا!! وقولك (بلا كيف) أو (يليق بجلاله) عقب ذلك وبعده غير مفهوم بالعربية إلا بالتأويل وأنت تقول ب (أن الله تعالى لا يخاطبنا بما لا نفهم) ونحن لا نفهم الضحك الذي تطلقه حقيقة على الله تعالى إلا بالقهقهة أو الانفعال والتبسم والعرب لا تفهم إلا ذلك!!
إلا إذا أولت ذلك بالرحمة كما أولها الإمام البخاري (89) اتباعا للسان العربي!!
فقول المشبه والمجسم يضحك لا كضحكنا كما نقول سميع لا كسمعنا وبصير لا كبصرنا تمويه لن يجديه شيئا!! لأن المراد بقولنا يسمع سبحانه لا كسمعنا:
أن نثبت لله تعالى السمع ثم ننزهه عن آلة السمع وهي الأذن وعن الأعضاء والصورة والجوارح وغير ذلك، فيتصور وجود صفة السمع بلا آلة ثم يفوض علم ذلك إلى الله تعالى بعد الإيمان بأن له سبحانه سمعا لأن صفة الخالق لا يمكن للمخلوق أن يدركها لأنها قد اتحدت في الاسم دون المسمى، لكن الجلوس