فتلخص أن معنى التأويل هو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر مقصود في لغة العرب التي نزل بها القرآن (87).
واعلم يرحمك الله تعالى أنه قد راج على بعض الناس في هذا العصر أن التأويل وهو المجاز أو ما يقاربه في المعنى ضلال وانحراف في العقيدة، وأنه من شعار الجهمية والمعطلة!! وتعدى ذلك إلى نسبة لا بأس بها من طلبة العلم الذين لم تتضح لهم الحقائق بعد!! فخدعتهم تلك الكتب التي تبحث في موضوع العقائد والتوحيد، والتي نص مؤلفوها وهم من الخلف على الأخذ بظواهر النصوص المتعلقة في التوحيد والصفات مما هي في الحقيقة إضافات لا يراد منها إثبات صفات كما سيمر في صلب كتابنا هذا، كما نصوا على عدم القول بالتأويل وأنه من شعار الجهمية والمعطلة بزعمهم، فظنوا أن ما يقوله بعض المشبهة من أن التأويل ضلال وبدعة وتعطيل وتجهم وأنه لم يكن عند السلف حقا، وليس الأمر كذلك على الحقيقة، بل من قرأ ودرس وفتش وبحث وطالع ونقب فإنه سيجد لا محالة أن العدول من الأئمة الثقات في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية المسماة عند بعض العلماء بقرون السلف قد أولوا كثيرا من النصوص المتعلقة بموضوع الصفات والتوحيد وبينوا أن الظاهر منها غير مراد، وحسبي في مثل هذا المقام أن أسرد بعض تأويلاتهم وأن أبين قبل ذلك أنهم تعلموا التأويل من كتاب الله تعالى وسنة سيدنا محمد ص الصحيحة وإليك ذلك:
1 - لقد علمنا الله تعالى (التأويل.) في كتابه العزيز، أي عدم إرادة ظاهر النص الوارد (88) في قوله تعالى: