الله عن الجميع (67).
وقد تبين لنا مما تقدم أن التوحيد الذي جاء به ص هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتكفي هذه الكلمة لمن نطق بها صادقا من قلبه أن يدخل الجنة وبذلك وردت الأخبار والنصوص والآثار، روى الإمام مسلم في صحيحه (1 / 61 برقم 53) عن سيدنا أنس بن مالك مرفوعا: (ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار) وفي البخاري (فتح 1 / 103) من حديث سيدنا أنس أيضا مرفوعا: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير).
فإذا علم هذا فيتضح أن هذا هو التوحيد الذي جاء به سيدنا محمد ص وكم ثبت من حديث في تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، أي ومحمد رسول الله. انظر صحيح مسلم (1 / 95) وغيره.
وبذلك يبطل قول من زعم أن النبي ص جاء بتوحيدين أو ثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وبعضهم يزيد توحيدا ثالثا وهو توحيد الأسماء والصفات، والذي ادعى تعدد التوحيد وانقسامه إلى ربوبية وألوهية يقول: إن توحيد الربوبية هو كونهم مؤمنين بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت كان حاصلا عند الكفار، وإنما جاء النبي ص ليقرر لهم توحيد الألوهية وهو توحيد عبادة الله فقط!!
وقد انغر بهذا الكلام المتهافت المنقوض الذي ترده أدلة الكتاب والسنة وكذا الواقع أناس كثيرون في هذه الأزمان انخداعا منهم بشرح ابن أبي العز على