(رأيت له كتابا في السنة في مجلدين عامته جيد، وفي بعض تبويبه ما لا يوافق عليه أبدا مثل: باب الجنب لله وذكر فيه: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * فهذه زلة عالم) انتهى.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أمورا في القرآن الكريم لا يمكن أن تؤخذ على ظواهرها بل الذي يراد منها معان مجازية وراء تلك الألفاظ فمثلا قوله تعالى عن القرآن الكريم * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) * لا يستدل منه أن للقرآن يدين ثنتين البتة!! ومن أثبت مثلا من هذه الآية الكريمة يدين للقرآن ضحك منه جميع العرب الذين نزل القرآن بلغتهم!!
والضابط في ذلك أن كل لفظ أشعر بإثبات عضو أو صورة أو شكل وهيئة أو نقص فالله تعالى منزه عن أن يوصف بذلك وإن ورد في القرآن لأن المقصود في لغة العرب ليس ظاهر ذلك اللفظ بل ما وراءه من المعنى المجازي، وسيمر ذلك مفصلا إن شاء الله تعالى في الكلام على صفات الله تعالى.
فتلخص من ذلك أن القرآن هو أول مصادر الأدلة في علم التوحيد وهو أهمها وينبغي أن يفهم بفهم ومراد أولئك العرب الأقحاح الذين نزل هذا القرآن بلغتهم لا غير قال تعالى * (وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين) * الشعراء: 192 - 195 وقال تعالى * (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) * يوسف: 2. وأصول العقائد جميعها مذكورة في القرآن.
وآيات القرآن الكريم قطعية الثبوت ويكفر من خالف في ذلك لكن بعضها قطعي الدلالة وبعضها ظني الدلالة، فالقرء مثلا في قوله تعالى * (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) * البقرة: 228 له معنيان متضادان في لغة العرب وهما:
الحيض والطهر فمن استدل من القرآن الكريم على أن عدة المطلقة ثلاث حيضات لم يكن قاطعا بذلك ومن استدل من الآية على أن عدتها ثلاثة أطهار أصاب ولكن