عن الخطر الناشئ من القنبلة الذرية " (1).
إن هذه النتائج الخطيرة التي انتهى إليها العالم كانت مسببة من دون شك عن هذه المبادئ الشريرة التي تسير وراء المنافع، ووراء العواطف، ولا تؤمن بمصالح الشعوب ولا بأهدافها الحيوية، ونحن نؤمن إيمانا لا يخامره أدنى شك في أن الإنسانية لا يمكن إنقاذها مما هي فيه من المحنة وعدم الاستقرار إلا أن تطبق على معالم الحياة مفاهيم الإسلام ومبادؤه التي ترمي إلى خلق مجتمع واع تسوده العدالة، والإيثار والسماحة والرفاهية والأمن.
- 5 - إن الإسلام مستمر في تقديم أعظم الطاقات الندية للشعوب لم يتخلف عن ذلك في أي مرحلة من مراحل الحياة وإنه لقادر على أن يحقق للإنسانية أعظم الانتصارات، ولكن هذا العطاء السمح مشروط بأن نحمله في قلوبنا وضمائرنا وأن نطبق أهدافه على واقعنا في جميع الميادين وأن نشرح مزاياه ليستبين ما فيه من سمو وحكمة، وصلاحية للتطبيق في كل زمان.
إن الإسلام يدعونا - قبل كل شئ - إلى فهمه على حقيقته النازلة من رب العالمين، وأن نربط به نهضتنا الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية. وأن نسير على وفق أهدافه لنكون قدوة صالحة لبقية الشعوب المتعطشة إلى هدى الإسلام.