السياسة هذه وما إليه فإني أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم " قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل " (1).
إن السياسة التي تبناها الإسلام هي السياسة السمحة الخيرة التي تقيم الحق وتقاوم الظلم وتنشر المحبة بين الناس ولم يقر الإسلام السياسة الجائرة التي لا تؤمن بالقيم العليا ولا بالمثل الرفيعة فإن هذه السياسة - كما سنوضح ذلك في غضون هذا الكتاب - لا تلتقي مع الأهداف الأصيلة التي ينشدها الإسلام وقد حرمها وحرم التعاون مع رجالها في جميع المجالات.
إن من الفهم الخاطئ تجريد الإسلام عن السياسة الرشيدة وجعله بمنحى عنها، فإنه بذلك يفقد فعالياته، وذاتياته، بل يفقد روحه وجوهره، ويكون شبحا باهتا، وظلا متهافتا، يقول بعض الكتاب:
(ومن ظن أن الإسلام لا يعرض للسياسة، أو أن السياسة ليست من مباحثة فقد ظلم نفسه، وظلم علمه بهذا الإسلام، ولا أقول: ظلم الإسلام، فإن الإسلام شريعة الله " لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه " وجميل قول الإمام الغزالي: (إن الشريعة أصل والملك حارس، وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع).
إن الإسلام ليس دينا بالمعنى الذي يزعمه المستعمرون وأذنابهم العملاء، وليس مجرد علاقة بين الإنسان وربه كما يتهمه بذلك الشيوعيون، إن الإسلام