مشاعره وعواطفه، وقد نظرت إلى الإنسان بأنه كائن أرضى، فأخذت تنظر إلى الناحية الاقتصادية من حياته وينظر النظام الرأسمالي إلى ضرورة زيادة أرباح الفرد بكل الوسائل بينما ينظر النظام الشيوعي إلى الدولة باعتبارها الممثل لجميع قطعات الشعب ويجب تأميم كافة وسائل الثروة لها، والحيلولة بين الفرد وحريته في التملك، وكل من النظامين بين فلسفته في الحكم على الناحية المادية ولم يتجاوزها بينما الإسلام لم يغفل أي شأن من شؤون الحياة، وعني قبل كل شئ بتربية الضمير الإنساني باعتباره الركيزة الأولى لصالح المجتمع وازدهار الحياة، وأقام حكمه على العدل الخالص والحق المحض، فليس في أي تشريع من تشريعاته السياسية والإدارية أي حكم يتجافى مع الصالح العام، ولا ينشد تقدم الإنسان وتطور حياته.
- 2 - وكان من الضرورة الملحة إبراز القيم السياسية في الإسلام، وإظهار الطاقات الهائلة في تشريعاته السياسية، فقد خفيت على الكثيرين من الناس، وانطلقت دعاوى رخيصة تنادي أن الإسلام لم يعرض إلى الناحية السياسية من حياة الإنسان، وإنما عني بالحياة الروحية، وقد وجه جميع أجهزته الفكرية نحو الطقوس الدينية لا يتعداها، ولا يتجاوزها، ويثبت هذا الكتاب وغيره مما ألف في هذا الموضوع فشل هذه الدعوى وعدم واقعيتها، فقد انطلقت من القوى الاستعمارية الحاقدة على الإسلام والمعادية لأهدافه ومبادئه.
إن الإسلام - بكل اعتزاز - قد عالج جميع قضايا الإنسان، ووضع الحلول الحاسمة لجميع مشاكله وأزماته، وكان من أهم ما عني به القضايا