الذي يتفق مع ميولهم سواء أكان ذلك الحكم شيوعيا أو فاشيا فإنه صريح في الدعوة إلى الالحاد والمروق من الدين لأن هذه المبادئ المادية لا تؤمن بالله ولا بمعاني الخير وقد ركزت مبادئها على جحود الله وعدم الإيمان بوجوده فأول ما يفترق به المسلمون عن هذه المبادئ الشاذة هي اعتراف المسلمين بالله وإنكار هذه المبادئ له بالإضافة إلى أن كافة التشريعات الموجودة في هذه المذاهب تتنافى مع أحكام الدين وصريح القرآن والله تعالى يقول في كتابه " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " لقد رأينا الشيوعية أيام قاسم العراق، تنادي بالإباحية وتنادي بنبذ الأديان وتنادي بهدم ما بناه الدين من القيم والأخلاق فكيف يسوغ للمسلمين أن يعتنقوا الشيوعية والله يقول في كتابه " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ".
وأما ما ذكره القاضي اللبناني من أن القضاء لم يعرف في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد خلفائه فإن تاريخ الإسلام يفضح هذه الادعاءات فقد تشكل القضاء في عهد الرسول (ص) وكان بنفسه هو الذي يتولى حل الخصومة ويحكم بين الناس على ضوء القرآن وأحكام الإسلام وكذلك الحال في عهد خلفائه وقد نصبوا القضاة للمسلمين في جميع أنحاء البلاد الإسلامية.
إن الإسلام منذ بزوغ نوره وتأسيس دولته عني بالقضاء عناية بالغة فوضع أسسه وأشاد صروحه وبين أحكامه وليس للأمويين ولا لغيرهم فيه أي ضلع وكتب القضاء الإسلامي شاهدة على ذلك وحافلة بالأخبار الكثيرة والنصوص المتواترة على قدم القضاء في الإسلام.
إن الاستعمار قد حمل معول الهدم على جميع القيم الدينية وبذل المزيد من