تشرف وتهيمن عليها دولة ذات منهاج وأنظمة وذات سيادة موحدة واتجاهات متحدة (1).
إن إقامة الدولة حكم من أحكام الإسلام وشأن من شؤونه ووسيلة لحماية أهدافه الضخمة التي أعلنها الإسلام فإنه لا يمكن تنفيذ الكثير منها إلا بالقوة الحاكمة فإنا نرى كثيرا من الموبقات والمنكرات منتشرة في البلاد الإسلامية كالربا وبيع الخمور والمسكرات. والتبرج والاستهتار الفاحش فلو كانت هناك دولة تتبنى الإسلام لما رأينا أمثال هذه الصور في البلاد.
إن نكبة المسلمين وتأخرهم في مضمار هذه الحياة له أسبابه وعوامله ومن أهمها إهمال الدول القائمة في بلادهم أمور الدين وعدم اعتنائها بقضاياه وأهدافه ولو أنها تبنت الإسلام وطبقته على شعوبها لثبتت قواعدها واستقامت أمورها وما بليت بالزعازع وما منيت بالاضطرابات والفتن والكوارث يقول بعض الكتاب:
" إن سنن الإسلام السياسية لتعقد على دعائم متينة محكمة جدا ولو حفظت هذه السنن وسيست بها الحكومة الإسلامية ما أصاب دول الإسلام ما أصابها.
لا ريب إن من علل ضعف المسلمين إهمال هذا النظام وتركه فإن أراد المسلمون أن ينالوا مجدهم في المستقبل فليرجعوا إلى قواعد حكومتهم الأولى ولا يحسبوا أن ذلك رجوع إلى الوراء فهو تقدم وكمال.
" لقد أخذ المسلمون نظاما سياسيا من الحكومات المستبدة الأجنبية المخالفة