المسيحيون بانفصال دينهم عن الدولة أو باستيراد المبادئ لهم فهو حق لأن دينهم لم يتعرض لشأن من شؤون الحكم ولم يبين أي قاعدة من قواعد الدولة والسياسة أما الإسلام فإنه قد وضع جميع المناهج الحية ووفر للمسلمين جميع ما يحتاجونه من النظم والمواد ومن ثم كان استيراد المبادئ وجلب الأنظمة مصادما لدينهم ومنافيا له يقول الأستاذ عبد المجيد اللبان:
" وبهذا يمتاز الإسلام عن بقية الأديان فإن المسيحية ليس فيها قانون ينظم الدولة، وليس فيها شريعة مدنية أو جنائية تنظم حياة الفرد فلا حرج إذا على أي مجتمع مسيحي أن يضع لنفسه من النظم ما يشاء، ويعيش في ظلالها وادع النفس مرتاح الضمير، أما الإسلام فشأنه غير شأن المسيحية ففيه نظام للدولة، وفيه قوانين مدنية وجنائية وهو يطالب معتنقيه بشدة وصراحة ألا يهملوا تشريعاته ويستبدلونها ومن ثم كان اقتباس النظم والشرائع الغربية المخالفة للإسلام يصطدم في نفس المسلم بإيمانه الديني.. " (1) إن المسيحية ليس فيها أي تنظيم أو إصلاح لشأن من شؤون الحياة فلا ينافيها انفصال الدين عن الدولة أما الإسلام فإنه قد عالج جميع مشاكل الحياة ووصف لها الحلول الحاسمة ولم تقتصر تعاليمه على جانب من جوانب الحياة بل شملت وامتدت إلى جميع ألوانها وصورها فالدعوة إلى العلمانية وإلى انفصال الدين عن الدولة يتصادم مع الإسلام تصادما صريحا واضحا يقول الأستاذ اللبان:
" الإسلام لا يعترف بمبدأ الانفصال بين الدين والدولة بل يبسط رواقه على الحياة الدينية والدنيوية معا فهو يقدم لمعتنقيه العقائد والعبادات والأخلاق كما يقدم لهم مختلف الشرائع والقوانين ومهمة الدولة في الإسلام ليست التشريع