ثوبين ولا أحذية ولا عصا " وقد استجاب المسيحيون الأولون إلى هذه الدعوات وأعرضوا عن شواغل الكون وصدوا عن سبيل النظر فيه إظهارا للغنى بالإيمان والعبادة عن كل شئ.
إن المسيحية بالشكل الذي أبرزه القساوسة والرهبان كانت حجر عثرة في طريق التقدم الإنساني وكانت مصدرا للقضاء على كل نزعة حرة تجديدية فقد كان من ضحايا أباطيلهم العالم الفلكي (جاليلو) الذي حكمت عليه محكمة التفتيش بحرق جثته وهو حي لما نادى بدوران الأرض حول الشمس وكان الحكم الصادر عليه باسم الديانة المسيحية.
والتزمت بالخضوع للظلم وبالصبر على الجور والاستبداد فقد قال أحد مطارنة " رانسي " أيام القرون الوسطى.
" أيها التبع الزموا - كما قال الرسول - الخضوع في كل حين لأسيادكم ولا تنتحلوا الأعذار من قسوتهم أو بخلهم، الزموا الخضوع - كما قال الرسول - لا للخيرين ولا للمعتدين من الأسياد فحسب بل لأولئك الذين ليسوا كذلك إن الكنيسة لتصب اللعنة على أولئك الذين يدفعون التبع إلى عدم الطاعة واصطناع وسائل التحايل وهي تصبها من باب أولى على أولئك الذين يعلمونهم المقاومة السافرة إن الله نفسه قد أراد أن يكون بين البشر سادة وتبع حين يلزم الأسياد بتبجيل الإله وحبهم له وذلك وفقا لما قاله الرسول عندما صاح " أيها التبع أطيعوا أسيادكم الزمنيين في خوف ورعب " (1) إن هذه النظم التي أعلنتها الديانة المسيحية بشكلها المنحرف لا يقرها الإسلام