ويقول تعالى: " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " (1) ويقول النبي (ص) " العلم رأس الخير كله والجهل رأس الشر كله " لقد اعتنى الإسلام بالعلم عناية بالغة وركز اهتمامه الشديد على الإشادة بحملته لأجل تقدم المجتمع الإسلامي وازدهاره فإنه لا يمكن أن يحقق أي هدف من أهدافه إلا إذا سادت فيه العلوم والمعارف وانتشر الوعي بين أفراده واندحرت فيه قوى الجهل وسنتعرض في غضون هذا الكتاب إلى مدى اهتمام الإسلام بالعلم وحرصه البالغ على تسلح الأمة بالثقافة والعلم والعرفان.
وأما مهادنة المسيحية للظلم وإقرارها للخضوع والخنوع وأمرها بالصبر على الاعتداء والعدوان فإن الإسلام لا يقر ذلك بوجه من الوجوه فقد ألزم بمقاومة الباغي والمعتدي يقول الله تعالى: " ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " وقد ذكرنا في البحوث السابقة مدى مناهضة الإسلام للظلم ومحاربته له بجميع أشكاله وألوانه.
إن الأثافي التي تعتمد عليها الديانة المسيحية والتي لا نشك في أن القسم الكثير منها من وضع القساوسة المرتزقين قد أوجبت فشل المسيحية لأنها تطلب من البشر فوق ما يطيقون احتماله فقد دعتهم إلى التجرد من الدنيا ونكران المتع والرغائب والرضوخ للظلم وهي دعوات قاسية لا تحتملها الحياة ولا تستقيم عليها طبائع الناس وقد قيل في المسيحية إنها عقبة في سبيل نمو قواعد القانون الدولي العام (1) وعلى أي حال فإن الإسلام لا يقر أغلب النظم المسيحية فإذا نادى