الأمم السالفة وقد نطق بها القرآن، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. وقد قال (عليه السلام): إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم فصلى خلفه.
وقال (عليه السلام): إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء، قيل:
يا رسول الله ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحق إلى أهله " فقال المأمون: فما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال: " من قال بالتناسخ فهو كافر مكذب بالجنة " (1) الحديث.
أقول: رجعة عيسى (عليه السلام) قد صرح بها في هذا الحديث وغيره، بل تواترت، وفي القرآن ما يدل على وفاته كقوله * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) * (2) وقوله تعالى * (إني متوفيك ورافعك إلي) * (3) وغير ذلك والأحاديث فيه كثيرة، وإن كان بعض العامة ينكر وفاته فليس بمعتبر، وما ذاك إلا لإفراطهم في إنكار الرجعة.
وقوله: " ثم يرجع الحق إلى أهله " يدل على رجعة الأئمة (عليهم السلام)، مضافا إلى التصريحات الكثيرة، ولو كان المراد خروج المهدي (عليه السلام) وحده لما كان من قسم الرجعة لما عرفت من معناها، وصرح به صاحب الصحاح والقاموس وغيرهما (4).
وقد عرفت أيضا أن الطبرسي ذكر أن ذلك تأويل صدر من بعضهم ثم حكم بأنه مخالف لإجماع الإمامية (5)، والتصريحات البعيدة المنافية لهذا التأويل البعيد أكثر