عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى * (فخذ أربعة من الطير) * (1) قال: " أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهن وعزل رؤوسهن، ثم دق أبدانهن حتى اختلطت ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل، ثم وضع عنده حبا وماء، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم قال: ائتين سعيا بإذن الله عز وجل، فتطاير بعضها إلى بعض - اللحم والريش والعظام - حتى استوت الأبدان كما كانت، وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقفن وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحب، ثم قلن: أحييتنا يا نبي الله أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيي ويميت " (2).
السادس: ما رواه ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني - في باب النوادر من كتاب الجنائز - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب (3)، عن يزيد الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبدين، خرجوا يسيرون فمروا بقبر على ظهر الطريق قد سفى (4) عليه السافي ليس منه إلا رسمه، فقالوا: لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت، فدعوا الله عز وجل فكان دعاؤهم الذي دعوا الله به: أنت إلهنا يا ربنا ليس لنا إله غيرك - إلى أن قال -: انشر لنا هذا الميت بقدرتك.
قال: فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس واللحية، ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره إلى السماء، فقال لهم: ما يوقفكم على قبري؟ فقالوا: دعوناك لتخبرنا كيف وجدت طعم الموت، فقال لهم: قد سكنت في قبري تسعا وتسعين