وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه، عن الرضا (عليهم السلام) أنه استسقى للناس وظهر للناس من إعجازه وإجابة دعائه وإخباره بما يكون وغير ذلك ما حمل بعض أعدائه على أن أخذ رخصته من المأمون لمجادلته، فكلمه كلاما طويلا في مجلس عام من جملته أن قال: يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله مطرا قدره لوقته كأنك قد جئت بمثل آية الخليل لما أخذ رؤوس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرقها على الجبال فأتينه سعيا، وتركبن على الرؤوس، وخفقن وطرن بإذن الله، فإن كنت صادقا فيما توهم فأحيي هذين وسلطهما علي - وأشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون -.
فغضب علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وقال: " دونكما الفاجر فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا، فوثبت الصورتان وصارتا أسدين فتناولا الرجل ورضضاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه، والقوم ينظرون إليه متحيرين، فلما فرغا منه أقبلا على الرضا (عليه السلام) وقالا: يا ولي الله في أرضه فما تأمرنا أن نفعل بهذا، أنفعل به ما فعلنا بهذا؟ - يشيران إلى المأمون - فغشي على المأمون مما سمع منهما - إلى أن قال -:
فقال: عودا إلى مقركما، فعادا إلى المسند، وصارتا صورتين كما كانتا " (1) الحديث.
الثالث: ما رواه الكليني - في باب المسألة في القبر - عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الميت إذا خرج من بيته شيعته