والسبع الطول، كصرد، في القرآن: من سورة البقرة إلى سورة الأعراف، هي البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، فهذه ست سور متواليات، واختلفوا في السابعة (1)، فقيل: هي سورة يونس، عليه السلام، أو الأنفال وبراءة جميعا، لأنهما سورة واحدة عنده (2)، أي عند من قال بهذا القول، وقال بعضهم: هي الكهف، وقيل: التوبة، وقيل: الحواميم، والصحيح ما ذكره المصنف أولا، والطول: جمع الطولى، يقال: هي السورة الطولى، وهن الطول، وقال الشاعر:
سكنته بعد ما طارت نعامته * بسورة الطور لما فاتني الطول (3) وفي الحديث: أوتيت السبع والطول، وهذا البناء يلزمه الألف واللام أو الإضافة.
وفي المثل: قصيرة من طويلة، أي تمرة من نخلة، يضرب في اختصار الكلام، وجودته. والطويلة روضة بالصمان، واسعة، عرضها قدر ميل في طول ثلاثة (4) أميال، قاله الأزهري، وقال مرة: تكون ثلاثة أميال في مثلها، وفيها مساك للمطر، إذا امتلأ شربوا الشهر والشهرين، وأنشد:
* عاد قلبي من الطويلة عيد * والطولى، كطوبى: تأنيث الأطول، ومنه حديث أم سلمة: أنه كان يقرأ في المغرب بطولى الطوليين، أي بأطول السورتين الطويلتين، يعني الأنعام والأعراف.
والطولى أيضا: الحالة الرفيعة، ج: طول، كصرد.
والطويل من بحور الشعر: معروف، وقال الجوهري: من جنس العروض، وهي كلمة مولدة، سمي بذلك لأنه أطول الشعر كله، وذلك أن أصله ثمانية وأربعون حرفا، وأكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأربعون حرفا، ولأن أوتاده مبتدأ بها، فالطول لمتقدم أجزائه لازم أبدا، لأن أول أجزائه أوتاد، والزوائد أبدا تتقدم أسبابها ما أوله وتد، كذا في المحكم، ووزنه فعولن مفاعلين، ثماني مرات، مثل قول امرئ القيس:
ألا انعم صباحا أيها الطلل البالي * وهل ينعمن من كان في العصر الخالي (5) وبينهم طائلة: أي عداوة، وترة، نقله الجوهري، والجمع: الطوائل، وهي الذحول والأوتار. وفلان يطلب بني فلان بطائلة: أي بوتر، كأن له فيهم ثأرا يطلبه بدم قتيله.
وفي الصحاح: يقال: هذا أمر لا طائل فيه، إذا لم يكن فيه غناء ومزية، يقال ذلك في التذكير والتأنيث.
ولم يحل منه بطائل: خاص بالجد (6)، أي لا يتكلم به إلا فيه.
ويقال: استطالوا عليهم: أي قتلوا منهم أكثر مما كانوا قتلوا، نقله الجوهري.
* ومما يستدرك عليه.
الرجال الأطاول، جمع الأطول، كما في الصحاح.
وتطاولا: تباريا.
وتطاول عليهم الرب بفضله: تطول، أو أشرف، وهو من باب طارقت النعل، في إطلاقها على الواحد.
وفي الحديث: أطولكن يدا أسرع بي لحوقا، أي أمدكن يدا بالعطاء، من الطول.
وأطال لفرسه: شده في الحبل.
وتطاول فلان: أظهر الطول أو الطول.
قال الله تعالى: (فتطاول عليهم العمر) (7)، أي طال، ومثله قول الشاعر:
* تطاول ليلك بالإثمد * والطويل: لقب حميد بن أبي حميد تيرويه، مولى طلحة الطلحات، من ثقات التابعين، كان قصيرا، طويل اليدين،