والقائل القول الذي مثله * يمرع منه الزمن الماحل (1) ومكان ماحل، وبلد ماحل. وأرض محل وقحط: لم يصبها المطر في حينه وأرض محلة ومحول (2)، كصبور هكذا هو في المحكم، وفي الصحاح بضم الميم، قال: كما يقال: بلد سبسب وبلد سباسب، وأرض جدبة وأرض جدوب؛ يريدون بالواحد الجمع.
قال ابن سيده: وأرى أبا حنيفة حكى أرض محول، بضم الميم، وأرضون محلة ومحل، ومحول. وأرض ممحلة وممحل، الأخيرة على النسب.
قال الأزهري: عن ابن شميل: وأرض ممحال، قال الأخطل:
وبيداء ممحال كأن نعامها * بأرجائها القصوى أباعر همل (3) قال ابن سيده: وقد حكي: محلت الأرض ككرمت ومنعت.
وقال ابن السكيت: أمحل البلد فهو ماحل، ولم يقولوا ممحل (*)، قال: وربما جاء في الشعر، وهو قليل، قال حسان رضي الله تعالى عنه:
إما ترى رأسي تغير لونه * شمطا فأصبح كالثغام الممحل (4) وأمحل القوم: أجدبوا واحتبس عنهم المطر حتى مضى زمان الوسمي فكانت الأرض محولا، ويقال: قد أمحلنا منذ ثلاث سنين.
والمتماحل: الطويل المضطرب الخلق من الإبل، يقال: ناقة متماحلة، وبعير متماحل: طويل بعيد ما بين الطرفين مساند الخلق مرتفعه، ومنا أي من الرجال، قال أبو ذؤيب:
وأشعث بوشي شفينا أحاحه * غداتئذ ذي جردة متماحل (5) قال الجوهري: هو من صفة أشعث.
قلت: والبوشي: الكثير العيال، والأحاح: ما يجده في صدره من غيظ، والجردة: بردة خلق، والمتماحل: الطويل.
والمتماحل: المتباعدة الأطراف من الدور، يقال: سبسب متماحل، ومفازة متماحلة، وأنشد ابن بري:
بعيد من الحادي إذا ما تدفعت * بنات الصوى في السبسب المتماحل (6) وقد تماحلت بهم الدار: أي تباعدت، أنشد ابن الأعرابي:
وأعرض (7) إني عن هواكن معرض * تماحل غيطان بكن وبيد دعا عليهن حين سلا عنهن بكبر أو شغل أو تباعد.
وتمحل له: احتال، هكذا هو في الصحاح.
قال الأزهري: وأما قول الناس: تمحلت مالا لغريمي، فإن بعض الناس ظن أنه بمعنى احتلت، وقدر أنه من المحالة بفتح الميم، وهي مفعلة من الحيلة، ثم وجهت الميم فيها وجهة الميم الأصلية فقيل: تمحلت، كما قالوا: مكان، وأصله من الكون، ثم قالوا: تمكنت من فلان، ومكنت فلانا من كذا، قال: وليس التمحل عندي ما ذهب إليه في شيء، ولكنه من المحل، وهو السعي، كأنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه، والمحل: السعاية من ناصح وغير ناصح.
وتمحل له حقه: تكلفه له، والذي في المحكم: ومحل لفلان حقه: تكلفه له.
والممحل، كمعظم: المطول، وبه فسر قول جندل الطهوي: