للحاكم أمثلني من فلان، وأقصني، وأقدني، بمعنى واحد، والاسم المثال والقصاص والقود.
وقالوا: مثل ماثل: أي جهد جاهد، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
* من لا يضع بالرملة المعاولا * * يلق من القامة مثلا ماثلا * * وإن تشكى الأين والتلاتلا (1) * والماثول: ع بالمدينة من نواحيها على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
والماثلة: منارة المسرجة، هكذا هو بكسر الميم من المسرجة في نسخ الصحاح بخط الجوهري، والصواب بفتحها، نبه عليه المحشون.
وفي العباب: الماثلة: المسرجة لانتصابها.
والماثل من الرسوم: ما ذهب أثره ودرس، وشاهده قول جرير السابق: فمنها مستبين ودارس.
قال الجوهري: المستبين: الأطلال، والماثل: الرسوم، وهو بعينه بمعنى اللاطئ بالأرض، فإنها إذا ذهب أثرها فقد لطئت بالأرض، فتأمل ذلك.
وبالكسر: المثل بن عجل بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل ملك اليمن، وصحف عبد الملك بن مروان فقال - لقوم من اليمن -: ما الميل منكم؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين كان ملك لنا يقال له: المثل، فخجل عبد الملك، وعرف أنه وقع في التصحيف، وهذا من حسن الأدب في الجواب. وبنو المثل بن معاوية: قبيلة من العرب، منهم أبو الشعثاء يزيد بن زياد الكندي.
وقال أبو عمرو: هو من بني أسد.
والمثل، بالضم (2): ع، بفلج، ويقال له رحى المثل أيضا، قال مالك بن الريب:
فيا ليت شعري هل تغيرت الرحى * رحى المثل، أو أمست بفلج كما هيا؟ (3) والأمثال: أرضون متشابهة أي يشبه بعضهم بعضا، ولذلك سميت أمثالا، ذات جبال قرب البصرة على ليلتين، نقله ياقوت.
* ومما يستدرك عليه:
قال أبو حنيفة: المثال: قالب يدخل عين النصل في خرق في وسطه ثم يطرق غراراه حتى ينبسطا، والجمع أمثلة.
وامتثله غرضا: نصبه هدفا لسهام الملام، وهو مجاز.
ويقال: المريض اليوم أمثل، أي أحسن مثولا وانتصابا، ثم جعل صفة للإقبال.
وقال الأزهري: معناه أحسن حالا من حالة كانت قبلها، وهو من قولهم: هو أمثل من قومه.
وقال ابن بري: المثالة: حسن الحال، ومنه قولهم: كلما ازددت مثالة: زادك الله رعالة، والرعالة: الحمق.
وقال أبو الهيثم: قولهم: إن قومي مثل، بضمتين: أي سادات ليس فوقهم أحد، كأنه جمع الأمثل. وفي الحديث: أنه قال بعد وقعة بدر: " لو كان أبو طالب حيا لرأى سيوفنا قد بسأت بالمياثل ".
قال الزمخشري: معناه اعتادت واستأنست بالأماثل. وماثله: شابهه.
وفي الحديث: " قام ممثلا " ضبط كمحدث ومعظم: أي منتصبا قائما.
قال ابن الأثير: هكذا شرح، قال: وفيه نظر من جهة التصريف. ويجمع ماثل على مثل، كخادم وخدم، ومنه قول لبيد:
ثم أصدرناهما في وارد * صادر وهم صواه كالمثل (5) ويقال: المثل بمعنى الماثل.