يقال: تخرج وجهه، ثم اتصلت (1) لحيته، ثم مجتمع، ثم كهل، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. قال الأزهري: وقيل له كهل حينئذ لانتهاء شبابه، وكمال قوته. ج: كهلون، وكهول، وكهال، بالكسر، وكهلان، بالضم، قال ابن ميادة:
وكيف ترجيها وقد حال دونها * بنو أسد كهلانها وشبابها؟ (2) وكهل، كركع، قال ابن سيده: وأراها على توهم كاهل، وهي بهاء، يقال: رجل كهل، وامرأة كهلة: انتهى شبابهما، وذلك عند استكمالهما ثلاثا وثلاثين سنة، ج: كهلات، وهو القياس، لأنه صفة، ويحرك، عن أبي حاتم، ولم يذكره النحويون فيما شذ من هذا الضرب. أو لا يقال كهلة إلا مزدوجا بشهلة، يقولون: شهلة كهلة، والأول قول الأصمعي وأبي عبيدة وابن الأعرابي، قال عذافر: ويروى للأشعث بن هلال من بلعدوية:
* علي إن أبت العراق حيا * * ألية قد وجبت عليا * * ألا أعود بعدها كريا * * أمارس الكهلة والصبيا * * والعزب المنفه الأميا (3) * واكتهل الرجل: صار كهلا، قالوا: ولا تقل: كهل، ولكنه قد جاء في الحديث: " هل في أهلك من كاهل " بكسر الهاء، ويروى من كاهل، بفتح الهاء: أي من دخل حد الكهولة وقد تزوج، وقد حكى أبو زيد: كاهل الرجل: تزوج.
وقال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: أي من أسن وصار كهلا، وذكر عن أبي سعيد أنه رد على أبي عبيد هذا التفسير، وزعم أنه خطأ، قد يخلف الرجل (4) الرجل في أهله كهلا وغير كهل، قال: والذي سمعناه من العرب أن الذي يخلف الرجل في أهله يقال له الكاهن، بالنون، وقال: فلا يخلو هذا الحرف من شيئين، أحدهما: أن يكون المحدث ساء سمعه ففطن (5) أنه كاهل وإنما هو كاهن، أو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون.
ونقل السهيلي في الروض هذا التوجيه بعينه عن ابن الأعرابي قال (6): وهذا الذي ذكره أبو سعيد له وجه بعيد، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: " هل في أهلك من كاهل " أي من تعتمده للقيام بشأن عيالك الصغار، ومن تخلفه، ممن يلزمك عوله، قاله لرجل اسمه جلهمة، كما في الروض. أراد الجهاد معه صلى الله عليه وسلم، فلما قال له: ما هم إلا أصيبية صغار، أجابه فقال: " تخلف وجاهد فيهم ولا تضيعهم ". والعرب تقول: مضر كاهل العرب، وسعد كاهل تميم، وفي النهاية: وتميم كاهل مضر، مأخوذ من كاهل البعير، كما سيأتي.
وفي الأساس: ومن المجاز: هو كافل أهله وكاهلهم، وهو الذي يعتمدونه، شبه بالكاهل: واحد الكواهل.
ومن المجاز: نبلت كهل ومكتهل: متناه.
وقد اكتهل النبات: طال وانتهى منتهاه، وفي الصحاح: تم طوله، وظهر نوره، قال الأعشى:
يضاحك الشمس منها كوكب شرق * مؤزر بعميم النبت مكتهل (7) وليس بعد اكتهال النبت إلا التولي.
ونعجة مكتهلة، انتهى سنها، كما في التهذيب، وفي المحكم:
مختمرة الرأس بالبياض، وأنكر بعضهم ذلك. واكتهلت الروضة: عمها نورها، كما في التهذيب، وفي المحكم: نبتها.
والكاهل، كصاحب: الحارك، وهو فروع الكتفين، عن أبي عبيدة، قال: والمنسج أسفل ذلك. أو هو مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق، وهو الثلث الأعلى، وفيه ست فقر، [أو ما