ان المملوك عند النظر إلى سيدي يحصل له من الفرح والسرور ما يمنعه عن طلب الزيادة لأن النظر إلى وجه العالم عبادة الثاني انه يخشى ان يعرض له النسيان لما هو ذاكره الآن الثالث انه لا يدري هل يطول في جوار الحضرة العالية المقام أم تمنعه من ذلك الأيام فوجبت المبادرة إلى هذا لأنه من أهم الواجبات ومن أعظم القربات انهى المملوك ذلك والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فكتب العلامة في جوابه ما صورته:
يقول العبد الضعيف الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي بعد حمد الله على آلائه والشكر له على جزيل نعمائه وحسن بلائه والصلاة على أشرف أنبيائه محمد المصطفى وعلى آله المعصومين من امنائه فان الله سبحانه ميز نوع الإنسان عن غيره من أنواع الحيوان على تفاوت بين اشخاصه في الكمال والنقصان وخصص بطرق الكمال أجل البرية محمد النبي وعترته المرضية صلوات الله عليهم أجمعين صلاة باقية إلى يوم الدين ولما كان من سلالة تلك الذرية العلوية وأولاده العترة الهاشمية من كملت نفسه في قوتها العلمية والعملية وهو السيد الكبير النقيب الحسيب النسيب المرتضى مفخر السادة زين السيادة معدن المجد والفخار والحكم والآثار الجامع للحظ الأوفى من فضائل الأخلاق الفائز بالسهم المعلى من طيب الأعراق مزين ديوان القضاء باظهار الحق على المحجة البيضاء عند ترافع الخصماء نجم الحق والملة والدين مهنا بن سنان الحسيني القاطن بمدينة جده رسول الله الساكن مهبط وحي الله سيد القضاة والحكام زين الخاص والعام شرف أصغر خدمه وأقل خدامه برسائل في ضمنها مسائل دالة على جودة قريحته وكمال فطنته وكاشفة عن حدسه الصائب وفكره الثاقب طالبا لجوابها المشتمل على دخول الدار من غير بابها واقتضت حكمين متنافيين وأثرين متضادين حسن الأدب وإساءته باعتبار طاعة السائل ومخالفته وقد غلب ذكر الجواب تحصيلا للذة الخطاب فان وافق نظره الشريف فهو المطلوب والا فهو بستر العوار أولي. ثم ذكر الأسئلة وأجوبتها وهي مائة وأربع وسبعون مسالة أولها ما يقول سيدنا الامام العلامة أحسن الله إليه وأسبغ نعمه عليه في المؤمن هل يجوز ان يكفر والعياذ بالله، من بعد ايمانه أم لا يجوز وما حجة من يقول إنه لا يكفر مع قوله سبحانه ان الذين آمنوا ثم كفروا الآية وقوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم الآية الخ.
وقال العلامة في آخر أجوبة جملة من المسائل لما كان امتثال أمر من تجب طاعته وتحرم مخالفته من الأمور الواجبة والتكاليف اللازمة سارع العبد الضعيف حسن بن يوسف بن المطهر الحلي إلى إجابة التماس مولانا السيد الكبير الحسيب النسيب المرتضى الأعظم الكامل المعظم مفخر العترة العلوية سيد الأسرة الهاشمية أوحد الدهر وأفضل أهل العصر الجامع لكمالات النفس والمولي بنظره الثاقب إلى حظيرة القدس نجم الملة والحق والدين أعاد الله على المسلمين بركة أنفاسه الشريفة وادام عليهم نتائج مباحثه الدقيقة الخ ويعبر عنه في كثير من الأسئلة بقوله قال سيدنا الامام العلامة، فانظر إلى شدة تواضع العلامة لهذا السيد حتى بلغ به الحال إلى أن قال شرف أصغر خدمه وأقل خدامه برسائل في ضمنها مسائل وما كان ذلك منه الا لكون هذا السيد من الذرية الطاهرة ومن أهل العلم والفضل والتقوى والصلاح. وكان العلامة يعظم الذرية الطاهرة كثيرا واوصى ولده بذلك مؤكدا في وصيته التي في آخر القواعد وعليها حواش بخط فخر المحققين ولد العلامة بيده فالحق يقال إنها من نفائس الكنوز وكان في النية استنساخ هذه المسائل وأجوبتها لكن عاق عن ذلك ضيق الوقت والاشتغال بما هو أهم.
يروي السيد مهنا عن العلامة الحلي وعن ولده فخر المحققين ويروي الشهيد الأول عنه عن العلامة الحلي ووصفه الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي في اجازته لجده السيد بدر الدين حسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني بالسيد العالم نجم الدين مهنا بن سنان الحسيني المدني حليف ديوان القضاء بالمدينة المنورة. ومثله في اجازة أخرى له الا أنه قال حليف دار الحكم والقضاء بمدينة سيد الشفعاء.
صورة اجازة العلامة له وجدناها بخط السيد حيدر المذكور في المجموعة المتقدمة الذكر:
بسم الله الرحمن الرحيم انا العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف المطهر الحلي قد أجزت للمولى السيد الكبير الحسيب النسيب المعظم المرتضى سيد الاشراف مفخر آل عبد مناف نجم الحق والملة والدين مهنا بن سنان العلوي الحسيني أدام الله إفضاله وأعز اقباله وبلغه في الدارين آماله وختم بالصالحات أعماله ان يروي عني جميع ما صنفته من الكتب في العلوم العقلية والنقلية وجميع ما أصنفه وأمليه في مستقبل الزمان وفق الله تعالى ذلك. ثم عد كتبه في الفقه والأصول والنحو والحكمة وغيرها وهي ثلاثة وخمسون كتابا ثم قال وأجزت له أدام الله أيامه أن يروي عني جميع ما رويته وأجيز لي روايته في جميع العلوم العقلية والنقلية وكذا أجزته أن يروي عني جميع ما صنفته ورويته وأجيز لي روايته وثبت عنده روايتي له من جميع المصنفات والروايات وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي أعانه الله تعالى على طاعته ووفقه للخير وملازمته في شهر المحرم سنة عشرين وسبعمائة بالحلة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وفرع من تحريره العبد الفقير الواثق إلى رحمة ربه القدير حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي أصلح الله حاله في غرة ذي القعدة سنة 762 هجرية اه.
وعن السيد الجليل السيد ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني في كتابه تحفة الأزهار وزلال الأنهار أنه قال في حقه كان سيدا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة حسن الشمائل جم الفضائل كريم الأخلاق زكي الأعراق عالي الهمة وافر الحرمة تقيا نقيا ميمونا عالما عاملا فاضلا كاملا فصيحا بليغا أديبا جامعا هاديا محققا مدققا يعرف بصاحب المسائل المدنيات وعن السيد علي بن داود بن الحسين الحسيني السهودي في جواهر العقدين بسنده المتصل إلى الشيخ شهاب الدين أحمد بن يونس العسطني المغربي عن بعض مشايخه وذكر ما ملخصه ان رجلا من المغاربة ارسل مائة دينار لتدفع إلى أحد السادة الحسينية بالمدينة فسال عنهم الرسول فقيل له انهم شيعة والقاضي والخطيب والامام منهم وامر البلاد بيدهم فكره دفع المال إليهم وانه رأى في نومه كان القيامة قامت والناس تجوز على الصراط فأراد الجواز فامرت الزهراء ع بمنعه فاستغاث بالنبي ص فقال لها لم منعته قالت لأنه منع ابني رزقه فسأله فقال لأنه شيعي فقال له وما أدخلك بين