من عقيق فإن الركعة فيه بألف وينبغي أن يصلي صلاة مودع فيجدد التوبة والإنابة والاستغفار ويشغل فكره في جميع أحواله في طاعة سيده ومولاه وأن يقوم بين يدي ربه قيام العبد الذليل بين يدي مولاه وأن يعلم ما يقول وأنه لمن يناجي ولمن يسئل وأنه صادق في مقالته عند قراءته إياك نعبد وإياك نستعين الذي يراد منه تخصيصه بالعبادة والاستعانة فلا يكون عابدا لهواه ولا مستعينا بغيره وأن يكون باطنه موافقا لما يظهره من العبودية في الركوع والسجود ونحوهما وإلا كان من القبيح في زي الحسن ومن كان فكره قاصرا فعليه بمطالعة ما كتبه العلماء في أسرار الصلاة ولو تأمل العبد الذي يشتغل بصلاته وقلبه مشغول بأمور دنياه أنه ما عامل سيده ومولاه معاملة أقل من يخاطبه بمن زوجته وغيرهما ممن يحضر تمام قلبه عنده مخاطبته لذاب حياء إن كان من أهله فليبذل الانساني جده في التجنب فيها عن حديث النفس وعن التفكر في أمور دنياه كما أنه ينبغي بذل جهده في الحذر من مكائد الشيطان ومصائده وجنائله فإنه لا زال يختلس للعابد في عبادته ويوقعه في الشك فيها ويشغله عن التوجه إليها فإذا عرف الانسان كيده أرغم أنفه بمخالفته وعدم إطاعته في تجيد العبادة واستينافها وأيسه من الطمع فيه ومن جملة حبائله ادخال العجب في نفس العابد حتى يمنعه قبول عبادته فإن المعجب لا يصعد شئ من عمله بل الذنب الذي يتعقبه الندم خير من الصلاة مع العجب كما أن من حوابس الصلاة حبس الزكاة والحقوق الواجبة والنشوز والإباق والحسد والكبر والغيبة وآكل الحرام وشرب المسكر وغيرها بل مقتضى قوله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين عدم قبولها من كل فاسق وإياك والقيام للصلاة كسلا ثقيلا في سكرة النوم أو الغفلة ولا تكن لاهيا فيها ولا مستعجلا ولا مدافعا للبول أو الغايط أو الريح ولا تمتخط فيها ولا تتخم ولا تبصق بعض ما في فمك من الفضولات ولا تطمح ببصرك إلى السماء ولا تغمض بل اخشع ببصرك شبه المغمض ولا تختصر بأن تضع يدك على خاصرتك معتمدا على أحد وركيك بل ينبغي تجنب كل ما ينافي خشوعها وكل ما يعد فيها لعبا وكل ما ينافيها في العرف ولعادة وكل ما أشعر فيها بالتكبر لو
(٩٣)