المروي في محكي العلل عن أمير المؤمنين عليه السلام (1) والنبوي (2) (سنوا بهم سنة أهل الكتاب).
لكن قد يناقش في ذلك كله بأن مقتضي الآية والصحيح الأول عدم جواز النكاح مطلقا غبطة ومتعة، والأخبار الثلاثة ضعيفة لا جابر لها، ضرورة عدم تحقق شهرة بذلك، بل لعل الشهرة على الخلاف، بل عن التبيان والسرائر الاجماع على ذلك، والمرسلان فاقدان شرائط الحجية، بل زيد في الثاني منهما (غير ناكحي نسائهم ولا آكلي ذبائحهم) فيراد منهما بالنسبة إلى غير ما نحن فيه، ففي المقنعة عن أمير المؤمنين عليه السلام (3) أنه قال: (المجوس إنما ألحقوا باليهود والنصارى في الجزية والديات لأنه قد كان لهم فيما مضى كتاب).
على أن المراد بأهل الكتاب من أظهر اتباعه والانقياد له، لا من أحرقه وأعرض عنه، بل المنساق من أهل الكتاب في مثل آية المائدة التي في محل البحث اليهود والنصارى كما لا يخفى على من تأمل موارد إطلاق هذا اللفظ، لعدم العبرة عندنا بغير التوراة والإنجيل من باقي الكتب التي هي على ما قيل نقل من الأنبياء بالمعنى، لا أن ألفاظها نزلت من رب العزة، أو أنها مواعظ ونحوها لا أحكام، ولعله لذلك خص أهل الكتابين ببعض الأحكام دون غيرهم، فالذي يقوى في النظر حرمة نكاحهم مطلقا إلا بملك اليمين.
نعم الظاهر أن السامرة - على ما قيل - قوم من اليهود يسكتون بيت المقدس وقرايا من أعمال مصر يتقشفون في الطهارة أكثر من سائر اليهود، أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع وأنكروا نبوة من بعدهم رأسا إلا نبيا واحدا، وقالوا: