وضعت اللغات، فقال بما قال، وإلا فإذا كان وضع اللغات تدريجيا حسب الحاجات - كما نجده اليوم بالنسبة إلى الحادثات - لما كان يتفوه بما لا ينبغي، فلا تغفل.
هذا مع أن ما قيل لا يستقيم في الوضع التعيني، ولا في الوضع الاستعمالي.
بل الوضع هو الانشاء، لا الإخبار، والمنشئ ليس هو تعالى بالضرورة، وإلا يلزم استناد جميع الإنشاءات إليه تعالى كلية وجزئية، فالمنشئ هو الانسان مثلا، فهو الواضع، ولكن علمه بذلك وانتقاله إلى الأطراف بإمداد غيبي، وهذا لا يختص بالأوضاع، فالواضع في الأعلام الشخصية هو الآباء، وهكذا في الأعلام الجنسية، كما في المستحدثات اليومية يكون الأمر كذلك، فلا تخلط.
وربما يشير إلى ما ذكرنا قوله تعالى: * (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) * (1) ومع ذلك يستند إليه تعالى أيضا، كما في قوله تعالى: * (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) * (2) فافهم واغتنم.