____________________
فاحش. وقال مثل ذلك في " الروض (1) والروضة (2) والمسالك (3) " وأطال في الروض في بيان ذلك وملخصه ما قاله في " المقاصد العلية ". قال: الذي دلت عليه البراهين المقررة في محلها من هذا العلم وصرح به أهل هذه الصنعة - كالمحقق نصير الدين الطوسي وغيره - أن الشمس تسامت رؤوس أهل مكة وصنعاء مرتين في السنة لكن ليس ذلك في يوم واحد بل لشدة ما بين البلدين من الاختلاف في العروض والأطوال، إنما يكون في صنعاء عند كون الشمس في الدرجة الثامنة من برج الثور صاعدة ثم تميل عنه نحو الشمال ويحدث لها ظل جنوبي إلى أن ينتهي ويرجع إلى الدرجة الثالثة والعشرين من برج الأسد بحيث يساوي ميلها لعرض البلد وهي أربعة عشر درجة وأربعون دقيقة، وأين ذلك من مناسبة ميل الشمس الأعظم في أطول الأيام وهي أربعة وعشرون درجة. وأما مكة فعرضها إحدى وعشرون درجة وأربعون دقيقة فمسامته الشمس لرؤوس أهلها يكون أيضا قبل انتهاء الميل بأيام كثيرة وذلك حين يكون مناسبا لعرضها فيسامت رؤوس أهلها مرتين أيضا صاعدة وراجعة. والذي حققه أهل هذا الشأن أن ذلك يكون عند الصعود في الدرجة الثامنة من الجوزاء وعند الهبوط في الدرجة الثالثة والعشرين من السرطان لمساواة الميل في الموضعين لعرض مكة، وفيما بين هاتين الدرجتين من الأيام إلى تمام الانتهاء يكون ميل الشمس جنوبيا. والأولى التمثيل بأطول أيام السنة بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) فإن عرضها يناسب الميل الأعظم للشمس وإن خالفه بدقائق لا تكاد تظهر للحس (4)، إنتهى. ولعله لذلك قال في " البيان (5) والمدارك (6) ورسالة صاحب المعالم (7) وشرحها ": إن ذلك في البلدين في بعض الأزمنة.