بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أتم علينا نعمته بإتمام الدين وإكمال النعمة بما أفاض علينا من رواشح جوده الغزار، ودفع عنا علائق عوائق ما يوجب النقمة في دار البوار، والصلاة والسلام على محمد وآله الغارسين لحدائق علوم الله وتلك الأسرار، و المحيين لما دثر من رسوم ساحة قواعد الدين في جميع الأعصار.
وبعد، فيقول أفقر عباد الله لربه الغفار: إني لما أوصى علي والدي الروحاني وشقيق والدي الروحاني والجسماني في إجازته إلي المفصلة بأن أتمم ما نقص من مؤلفاته وأشيد ما نقص من تلك المباني والمعاني، فنظرت لقصود همتي عن تجشم هذه اللجة التي تعجز عن سياحتها العلماء السابقون من القاضي والداني، ويقف جواد شأوهم عن الجري في ميدان رهان قصبات حلبتهم عن نيل تلك الأماني، قعدت كما قعد من له القدح المعلى والنصيب الأوفر في تشييد منازل هذه المعاني، ثم طفقت أنظر لما أوصى به علي وأنها واجبة الامتثال لا يجوز أن ينثني عنها ثاني، ولا يحيدني عنها محيد محب ولا شاني، فجردت حسام عزيمتي وأغمضت النظر عن قصوري ونقصاني، و امتثلت ما جاء عن الأئمة المعصومين عليهم السلام من الخبر المأثور أنه لا يسقط الميسور بالمعسور فهتف بي ذلك وناداني أن شمر الذيل وأسهر الليل وتدارك ما بقي من العمر بصرفه في هذه المقاصد فإن