تشتكي زوجها وتقول: يا رسول [الله]: أبلى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات.
فأما تفسيرها، فقوله [عز وجل]: (قد سمع الله) قال الزجاج: إدغام الدال في السين حسن لقرب المخرجين، لأنهما من حروف طرف اللسان وادغام الدال في السين تقوية للحرف، وإظهار الدال جائز، لأنه وإن قرب من مخرج السين، فله حيز على حدة، ومن موضع الدال الطاء والتاء، فهذه الأحرف الثلاثة موضعها واحد، والسين والزاي والصاد من موضع واحد، وهي تسمى:
حروف الصغير. وفي اسم هذه المجادلة ونسبتها أربعة أقوال:
أحدها: خولة بنت ثعلبة، رواه مجاهد، عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، وقتادة، والقرظي.
والثاني: خولة بنت خويلد، رواه عكرمة عن ابن عباس وبه قال عكرمة وقتادة. والقرظي.
والثالث: خولة بنت الصامت، رواه العوفي عن ابن عباس.
والرابع: خولة بنت الدليج، قاله أبو العالية، واسم زوجها: أوس بن الصامت، وكانا من الأنصار.
قال ابن عباس: كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية: [أنت] علي كظهر أمي، حرمت عليه، فكان أول من ظاهر في الإسلام أوس، ثم ندم، وقال لامرأته: انطلقي إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] [فسليه، فأتته، فنزلت هذه الآيات فأما مجادلتها رسول الله] [صلى الله عليه وسلم]، قيل فإنه كان كلما قال لها: قد حرمت عليه تقول: والله ما ذكر طلاقا، فقال: ما أوحي إلي في هذا شيء،