أن يكون القوم كأنهم نهوا عن استعمال ذلك بينهم في خطاب بعضهم بعضا كان خطابهم للنبي (ص) أو لغيره، ولا نعلم ذلك صحيحا من الوجه الذي تصح منه الاخبار.
القول في تأويل قوله تعالى: وقولوا انظرنا.
يعني بقوله جل ثناؤه: وقولوا انظرنا وقولوا أيها المؤمنون لنبيكم (ص): انظرنا وارقبنا نفهم ونتبين ما تقول لنا وتعلمنا. كما:
1446 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: وقولوا انظرنا فهمنا بين لنا يا محمد.
* - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: وقولوا انظرنا فهمنا بين لنا يا محمد.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
يقال منه: نظرت الرجل أنظره نظرة بمعنى انتظرته ورقبته. ومنه قول الحطيئة:
وقد نظرتكم أعشاء صادرة * للخمس طال بها حوزي وتنساسي ومنه قول الله عز وجل: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم يعني به انتظرونا. وقد قرئ أنظرنا بقطع الألف في الموضعين جميعا، فمن قرأ ذلك كذلك أراد أخرنا، كما قال الله جل ثناؤه: قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون أي أخرني. ولا وجه لقراءة ذلك كذلك في هذا الموضع لان أصحاب رسول الله (ص) إنما أمروا بالدنو من رسول الله (ص) والاستماع منه وإلطاف الخطاب له وخفض الجناح، لا بالتأخر عنه ولا بمسألته تأخيرهم عنه. فالصواب إن كان ذلك كذلك من القراءة قراءة من وصل الألف من قوله: انظرنا ولم يقطعها بمعنى انتظرنا.
وقد قيل: إن معنى أنظرنا بقطع الألف بمعنى أمهلنا، حكي عن بعض العرب