وشريت بردا ليتني * من قبل برد كنت هامه ومنه قول المسيب بن علس:
يعطى بها ثمنا فيمنعها * ويقول صاحبها ألا تشري يعني به: بعت بردا. وربما استعمل اشتريت بمعنى بعت، وشريت في معنى ابتعت، والكلام المستفيض فيهم هو ما وصفت.
وأما معنى قوله: بغيا فإنه يعني به: تعديا وحسدا. كما:
1268 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد بن قتادة: بغيا قال: أي حسدا، وهم اليهود.
1269 - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: بغيا قال: بغوا على محمد (ص) وحسدوه، وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل، فما بال هذا من بني إسماعيل فحسدوه أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده.
1270 - حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: بغيا يعني حسدا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، وهم اليهود كفروا بما أنزل على محمد (ص).
* - حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله.
قال أبو جعفر: فمعنى الآية: بئس الشئ باعوا به أنفسهم الكفر بالذي أنزل الله في كتابه على موسى من نبوة محمد (ص) والامر بتصديقه واتباعه، من أجل أن أنزل الله من فضله، وفضله حكمته وآياته ونبوته على من يشاء من عباده يعني به على محمد (ص) بغيا وحسدا لمحمد (ص)، من أجل أنه كان من ولد إسماعيل، ولم يكن من بني إسرائيل.
فإن قال قائل: وكيف باعت اليهود أنفسها بالكفر فقيل: بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله؟ وهل يشترى بالكفر شئ؟ قيل: إن معنى الشراء والبيع عند العرب: