كان ناس من بني إسرائيل كتبوا كتابا بأيديهم ليتأكلوا الناس فقالوا هذا من عند الله وما هو من عند الله.
حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قوله: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال: عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد (ص)، فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا من عرض الدنيا، فقال: فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون.
حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: ثنا إبراهيم بن عبد السلام، قال: ثنا علي ابن جرير، عن حماد بن سلمة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن رسول الله (ص): فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون: الويل: جبل في النار. وهو الذي أنزل في اليهود لأنهم حرفوا التوراة، وزادوا فيها ما يحبون، ومحوا منها ما يكرهون، ومحوا اسم محمد (ص) من التوراة، فلذلك غضب الله عليهم فرفع بعض التوراة فقال: فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: ويل: واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لانماعت من شدة حره.
قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: ما وجه فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم؟
وهل تكون الكتابة بغير اليد حتى احتاج المخاطبون بهذه المخاطبة إلى أن يخبروا عن هؤلاء القوم الذين قص الله قصتهم أنهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم؟ قيل له: إن الكتاب من بني آدم وإن كان منهم باليد، فإنه قد يضاف الكتاب إلى غير كاتبه وغير المتولي رسم خطه، فيقال: كتب فلان إلى فلان بكذا، وإن كان المتولي كتابته بيده غير المضاف إليه الكتاب، إذا كان الكاتب كتبه بأمر المضاف إليه الكتاب. فأعلم ربنا بقوله: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم عباده المؤمنين أن أحبار اليهود تلي كتابة الكذب والفرية على الله بأيديهم على علم منهم وعمد للكذب على الله ثم تنحله إلى أنه من عند الله وفي كتاب الله تكذبا على الله وافتراء عليه. فنفى جل ثناؤه بقوله: يكتبون الكتاب بأيديهم أن يكون ولي كتابة ذلك بعض جهالهم بأمر علمائهم وأحبارهم. وذلك نظير قول القائل: باعني فلان عينه كذا