لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم يعني بذلك: ما نحن إلا بشر مثلكم. ومعنى قوله:
إلا يظنون ألا يشكون ولا يعلمون حقيقته وصحته، والظن في هذا الموضع الشك، فمعنى الآية: ومنهم من لا يكتب ولا يخط ولا يعلم كتاب الله ولا يدري ما فيه إلا تخرصا وتقولا على الله الباطل ظنا منه أنه محق في تخرصه وتقوله الباطل. وإنما وصفهم الله تعالى ذكره بأنهم في تخرصهم على ظن أنهم محقون وهم مبطلون، لأنهم كانوا قد سمعوا من رؤسائهم وأحبارهم أمورا حسبوها من كتاب الله، ولم تكن من كتاب الله، فوصفهم جل ثناؤه بأنهم يتركون التصديق بالذي يوقنون به أنه من عند الله مما جاء به محمد (ص)، ويتبعون ما هم فيه شاكون، وفي حقيقته مرتابون مما أخبرهم به كبراؤهم ورؤساؤهم وأحبارهم عنادا منهم لله ولرسوله، ومخالفة منهم لأمر الله واغترارا منهم بإمهال الله إياهم.
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله: وإن هم إلا يظنون قال فيه المتأولون من السلف.
حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: وإن هم إلا يظنون: إلا يكذبون.
حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون أي لا يعلمون ولا يدرون ما فيه، وهم يجحدون نبوتك بالظن.
حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: وإن هم إلا بالظن يظنون قال: يظنون الظنون بغير الحق.
حدثني المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: يظنون الظنون بغير الحق.
حدثت عن عمارة، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله.