وقال آخرون: معنى ذلك: فجعلنا القردة الذين مسخوا نكالا لما بين يديها وما خلفها، فجعلوا الهاء والألف كناية عن القردة.
وقال آخرون: (فجعلناها) يعني به: فجعلنا الأمة التي اعتدت في السبت نكالا.
القول في تأويل قوله تعالى: (نكالا).
والنكال مصدر من قول القائل: نكل فلان بفلان تنكيلا ونكالا، وأصل النكال:
العقوبة، كما قال عدي بن زيد العبادي:
لا يحط الضليل ما صنع * العبد ولا في نكاله تنكير وبمثل الذي قلنا في ذلك روي الخبر عن ابن عباس:
962 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: (نكالا) يقول: عقوبة.
963 - حدثني المثنى، قال: حدثني إسحاق، قال: حدثني ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: (فجعلناها نكالا) أي عقوبة.
القول في تأويل قوله تعالى: (لما بين يديها وما خلفها).
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم بما:
964 - حدثنا به أبو كريم، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: (لما بين يديها) يقول: ليحذر من بعدهم عقوبتي، (وما خلفها) يقول: الذين كانوا بقوا معهم.
965 - حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: (لما بين يديها وما خلفها) لما خلا (1) لهم من الذنوب، (وما خلفها): أي عبرة لمن بقي من الناس. وقال آخرون بما:
966 - حدثني ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: قال ابن عباس: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها) أي من القرآن. وقال آخرون بما:
967 - حدثنا به بشر بن معاذ، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة،