قال الله: (فجعلناها نكالا لما بين يديها) من ذنوب القوم، (وما خلفها) أي للحيتان التي أصابوا.
* - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (لما بين يديها) من ذنوبها (وما خلفها) من الحيتان.
968 - حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثني عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: (لما بين يديها) ما مضى من خطاياهم إلى أن هلكوا به.
* - حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (نكالا لما بين يديها وما خلفها) يقول: بين يديها ما مضى من خطاياهم، (وما خلفها): خطاياهم التي هلكوا بها.
* - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله، إلا أنه قلا: (وما خلفها) خطيئتهم التي هلكوا بها. وقال آخرون بما:
969 - حدثني به موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها) قال: أما ما بين يديها: فما سلف من عملهم، (وما خلفها): فمن كان بعدهم من الأمم أن يعصوا الله بهم مثل ذلك.
وقال آخرون بما:
970 - حدثني به ابن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عن ابن عباس قوله: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها) يعني الحيتان جعلها نكالا لما بين يديها (وما خلفها) من الذنوب التي عملوا قبل الحيتان، وما عملوا بعد الحيتان، فذلك قوله: (ما بين يديها وما خلفها).
وأولى هذه التأويلات بتأويل ا لاية ما رواه الضحاك عن ابن عباس، وذلك لما وصفنا من أن الهاء والألف في قوله: (فجعلناها نكالا) بأن تكون من ذكر العقوبة والمسخة التي مسخها القوم أولى بأن تكون من ذكر غيرها، من أجل أن الله جل ثناؤه إنما يحذر خلقه بأسه وسطوته، وبذلك يخوفهم. وفي إبانته عز ذكره بقوله: (نكالا) أنه عنى به العقوبة التي أحلها بالقوم ما يعلم أنه عنى بقوله: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها):
فجعلنا عقوبتنا التي أحللناها بهم عقوبة لما بين يديها وما خلفها، دون غيره من المعاني.
وإذا كانت الهاء والألف بأن تكون من ذكر المسخة والعقوبة أولى منها بأن تكون من ذكر