السدي: لما قال الله لهم: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فأبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجدا على شق، ونظروا بالشق الآخر. فرحمهم الله، فكشفه عنهم. فذلك قوله: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وقوله: ورفعنا فوقكم الطور.
وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد:
الجبل بالسريانية: الطور.
وقال آخرون: الطور: اسم للجبل الذي ناجى الله موسى عليه. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس الطور: الجبل الذي أنزلت عليه التوراة، يعني على موسى، وكانت بنو إسرائيل أسفل منه.
قال ابن جريج: وقال لي عطاء: رفع الجبل على بني إسرائيل فقال: لتؤمنن به أو ليقعن عليكم، فذلك قوله: كأنه ظلة.
وقال آخرون: الطور من الجبال: ما أنبت خاصة. ذكر من قال ذلك:
حدثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: الطور قال: الطور من الجبال: ما أنبت، وما لم ينبت فليس بطور.
القول في تأويل قوله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة.
قال أبو جعفر: اختلف أهل العربية في تأويل ذلك، فقال بعض نحويي أهل البصرة:
هو مما استغني بدلالة الظاهر المذكور عما ترك ذكره له، وذلك أن معنى الكلام: ورفعنا فوقكم الطور وقلنا لكم خذوا ما آتيناكم بقوة، وإلا قذفناه عليكم.
وقال بعض نحويي أهل الكوفة: أخذ الميثاق قول فلا حاجة بالكلام إلى إضمار قول فيه، فيكون من كلامين غير أنه ينبغي لكل ما خالف القول من الكلام الذي هو بمعنى القول أن يكون معه أن كما قال الله جل ثناؤه: إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك قال:
ويجوز أن تحذف أن.