الأسماء للتثنية والجمع والتأنيث. فإذا أقيم الاسم المشتق من فعل ويفعل مقامه، جرى وهو موحد مجراه في الأداء عما كان يؤدي عنه من معنى الجمع والتأنيث، كقولك: الجيش ينهزم، والجند يقبل فتوحد الفعل لتوحيد لفظ الجيش والجند، وغير جائز أن يقال:
الجيش رجل، والجند غلام، حتى تقول: الجند غلمان، والجيش رجال لان الواحد من عدد الأسماء التي هي غير مشتقة من فعل ويفعل لا يؤدي عن معنى الجماعة منهم، ومن ذلك قول الشاعر:
وإذا هم طعموا فألام طاعم * وإذا هم جاعوا فشر جياع فوحد مرة على ما وصفت من نية من، وإقامة الظاهر من الاسم الذي هو مشتق من فعل ويفعل مقامه. وجمع أخرى على الاخراج على عدد أسماء المخبر عنهم. ولو وحد حيث جمع أو جمع حيث وحد كان صوابا جائزا. فأما تأويل ذلك فإنه يعني به: يا معشر أحبار أهل الكتاب صدقوا بما أنزلت على رسولي محمد (ص) من القرآن المصدق كتابكم، والذي عندكم من التوراة والإنجيل المعهود إليكم فيهما أنه رسولي ونبي المبعوث بالحق، ولا تكونوا أول من كذب به وجحد أنه من عندي وعندكم من العلم به ما ليس عند غيركم.
وكفرهم به: جحودهم أنه من عند الله، والهاء التي في به من ذكر ما التي مع قوله:
وآمنوا بما أنزلت. كما:
حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج في قوله: ولا تكونوا أول كافر به بالقرآن.
قال أبو جعفر: وروي عن أبي العالية في ذلك ما:
حدثني به المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: ولا تكونوا أول كافر به يقول: لا تكونوا أول من كفر بمحمد (ص).
وقال بعضهم: ولا تكونوا أول كافر به يعني بكتابكم، ويتأول أن في تكذيبهم بمحمد (ص) تكذيبا منهم بكتابهم لان في كتابهم الامر باتباع محمد (ص).
وهذان القولان من ظاهر ما تدل عليه التلاوة بعيدان. وذلك أن الله جل ثناؤه أمر المخاطبين بهذه الآية في أولها بالايمان بما أنزل على محمد (ص)، فقال جل ذكره: وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ومعقول أن الذي أنزله الله في عصر محمد (ص) هو القرآن لا