وحدثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله: ونقدس لك قال: التقديس: التطهير.
وأما قول من قال: إن التقديس الصلاة أو التعظيم، فإن معنى قوله ذلك راجع إلى المعنى الذي ذكرناه من التطهير من أجل أن صلاتها لربها تعظيم منها له وتطهير مما ينسبه إليه أهل الكفر به.
ولو قال مكان: ونقدس لك: ونقدسك، كان فصيحا من الكلام، وذلك أن العرب تقول: فلان يسبح الله ويقدسه، ويسبح لله ويقدس له بمعنى واحد، وقد جاء بذلك القرآن، قال الله جل ثناؤه: كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا وقال في موضع آخر:
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض.
القول في تأويل قوله تعالى: قال إني أعلم ما لا تعلمون.
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: يعني بقوله:
أعلم ما لا تعلمون مما اطلع عليه من إبليس، وإضماره المعصية لله وإخفائه الكبر، مما اطلع عليه تبارك وتعالى منه وخفي على ملائكته. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: إني أعلم ما لا تعلمون يقول:
إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره.
وحدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): إني أعلم ما لا تعلمون يعني من شأن إبليس.
وحدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد. وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قالا جميعا: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: إني أعلم ما لا تعلمون قال: علم من إبليس المعصية وخلقه لها.