وقال لبيد بن ربيعة:
في ليلة كفر النجوم غمامها يعني عطاها فكذلك الأحبار من اليهود غطوا أمر محمد (ص) وكتموه الناس مع علمهم بنبوته ووجودهم صفته في كتبهم فقال الله جل ثناؤه فيهم ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وهم الذين أنزل الله عز وجل فيهم: * (ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) *.
القول في تأويل قوله جل ثناؤه (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) وتأويل سواء معتدل مأخوذ من التساوي كقولك متساو هذان الأمران عندي وهما عندي سواء أي هما متعادلان عندي ومنه قول الله جل ثناؤه فانبذ إليهم على سواء يعني أعلمهم وآذنهم بالحرب حتى يستوي علمك وعلمهم بما عليه كل فريق منهم للفريق الآخر فكذلك قوله سواء عليهم معتدل عندهم أي الامرين كان منك إليهم ألا نذار رأم ترك الانذار لأنهم كانوا لا يؤمنون وقد ختمت على قلوبهم وسمعهم ومن ذلك قول عبد الله بن قيس الرقيات.
تغذ بي الشهباء نحو ابن جعفر * سواء عليها ليلها ونهارها يعني بذلك معتدل عندها في السير الليل والنهار لأنه لا فتور فيه ومنه قول الآخر وليل يقول المرء من ظلماته * سواء صحيحات العيون وعورها لأن الصحيح لا يبصر فيه إلا بصرا ضعيفا من ظلمته وأما قوله أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون فإنه ظهر به الكلام ظهور الاستفهام