229 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص) أما: الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب، * (ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) * أما الغيب: فما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار، وما ذكر الله في القرآن. لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصل كتاب أو علم كان عندهم. * (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) * هؤلاء المؤمنون من أهل الكتاب . وقال بعضهم: بل نزلت هذه الآيات الأربع في مؤمني أهل الكتاب خاصة، لايمانهم بالقرآن عند إخبار الله جل ثناؤه إياهم فيه عن الغيوب التي كانوا يخفونها بينهم ويسرونها، فعلموا عند إظهار الله جل ثناؤه نبيه (ص) على ذلك منهم في تنزيله أنه من عند الله عز وجل، فآمنوا بالنبي (ص) وصدقوا بالقرآن وما فيه من الاخبار عن الغيوب التي لا علم لهم بها لما استقر عندهم بالحجة التي احتج الله تبارك وتعالى بها عليهم في كتابه، من الاخبار فيه عما كانوا يكتمونه من ضمائرهم أن جميع ذلك من عند الله.
وقال بعضهم: بل الآيات الأربع من أول هذه السورة أنزلت على محمد (ص) بوصف جميع المؤمنين الذين ذلك صفتهم من العرب والعجم وأهل الكتابين وسواهم، وإنما هذه صفة صنف من الناس، والمؤمن بما أنزل الله على محمد (ص) وما أنزل من قبله هو المؤمن بالغيب. قالوا: وإنما وصفهم الله بالايمان بما أنزل إلى محمد وبما أنزل إلى من قبله بعد تقضي وصفه إياهم بالايمان بالغيب لان وصفه إياهم بما وصفهم به من الايمان بالغيب كان معنيا به أنهم يؤمنون بالجنة والنار والبعث، وسائر الأمور التي كلفهم الله جل ثناؤه بالايمان بها مما لم يروه ولم يأت بعد مما هو آت، دون الاخبار عنهم أنهم يؤمنون بما جاء به محمد (ص) ومن قبله من الرسل والكتب. قالوا: فلما كان معنى قوله: * (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) * غير موجود في قوله: الذين يؤمنون بالغيب كانت الحاجة من العباد إلى معرفة صفتهم بذلك ليعرفوهم نظير حاجتهم إلى معرفتهم بالصفة التي وصفوا بها من إيمانهم بالغيب ليعلموا ما يرضي الله من أفعال عباده، ويحبه من صفاتهم، فيكونوا به إن وفقهم له ربهم. مؤمنين. ذكر من قال ذلك: