الهدى فأخبره الله جل ثناؤه أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ولا يضل الا من سبق له من الله في الذكر الأول وقال آخرون بما:
248 - حدثت به عن عمار بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع بن انس، قال: آيتان في قاده الأحزاب: * (ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * إلى قوله: * (ولهم عذاب عظيم) * قال وهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار قال فهم الذين قتلوا يوم بدر.
وأولى هذه التأويلات بالآية تأويل ابن عباس الذي ذكره محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عنه وإن كان لكل قول مما قاله الذين ذكرنا قولهم في ذلك مذهب من تأول في ذلك ما قاله الربيع بن أنس فهو أن الله تعالى ذكره لما أخبر عن قوم من أهل الكفر بأنهم لا يؤمنون وأن الانذار غير نافعهم ثم كان من الكفار من قد نفعه الله بإنذار النبي (ص) إياه لايمانه بالله وبالنبي (ص) وما جاء به من عند الله بعد نزول هذه السورة لم يجز أن تكون الآية نزلت إلا في خاص من الكفار وإذ كان ذلك كذلك وكانت قادة الأحزاب لا شك أنهم ممن لم ينفعه الله عز وجل بإنذار النبي (ص) إياه حتى قتلهم الله تبارك وتعالى بأيدي المؤمنين يوم بدر علم أنهم ممن عنى الله جل ثناؤه بهذه الآية وأما علتنا في اختيارنا ما اخترنا من التأويل في ذلك فهي أن قول الله جل ثناؤه ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون عقيب خبر الله جل ثناؤه عن مؤمني أهل الكتاب وعقيب نعتهم وصفتهم وثنائه عليهم بإيمانهم به وبكتبه ورسله فأولى الأمور بحكمة ا أن يتلى ذلك الخبر عن كفارهم ونعوتهم وذم أسبابهم وأحوالهم، واظهار شتمهم والبراءة منهم لان مؤمنيهم ومشركيهم وإن اختلفت أحواله باختلاف أديانهم فإن الجنس يجمع جميعهم بأنهم بنو إسرائيل.
وإنما احتج الله جل ثناؤه بأول هذه السورة لنبيه (ص) على مشركي اليهود من أحبار بني إسرائيل الذين كانوا مع علمهم بنبوته منكرين نبوته بإظهار نبيه (ص) على ما كانت تسره