هدى على القطع لان هدى نكرة اتصلت بمعرفة وقد تم خبرها فتنصبها، لان النكرة لا تكون دليلا على معرفة، وإن شئت نصبت هدى على القطع من الهاء التي في فيه كأنك قلت: لا شك فيه هاديا.
قال أبو جعفر: فترك الأصل الذي أصله في ألم وأنها مرفوعة ب ذلك الكتاب ونبذه وراء ظهره. واللازم له على الأصل الذي كان أصله أن لا يجيز الرفع في هدى بحال إلا من وجه واحد، وذلك من قبل الاستئناف إذ كان مدحا. فأما على وجه الخبر لذلك، أو على وجه الاتباع لموضع لا ريب فيه، فكان اللازم له على قوله إن يكون خطأ، وذلك أن ألم إذا رفعت ذلك الكتاب فلا شك أن هدى غير جائز حينئذ أن يكون خبرا ل ذلك بمعنى الرافع له، أو تابعا لموضع لا ريب فيه، لان موضعه حينئذ نصب لتمام الخبر قبله وانقطاعه بمخالفته إياه عنه.
القول في تأويل قوله تعالى: للمتقين.
214 - حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي عن سفيان، عن رجل، عن الحسن قوله: للمتقين قال: اتقوا ما حرم عليهم وأدوا ما افترض عليهم.
215 - حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: للمتقين أي الذين يحذرون من الله عز وجل عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته بالتصديق بما جاء به.
216 - حدثني موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): هدى للمتقين قال: هم المؤمنون.
217 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: سألني الأعمش عن المتقين، قال: فأجبته، فقال لي: سل عنها الكلبي فسألته فقال: الذين يجتنبون كبائر الاثم. قال: فرجعت إلى الأعمش، فقال: نرى أنه كذلك ولم ينكره.
218 - حدثني المثنى بن إبراهيم الطبري، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج عن