وفي تفسير مجمع البيان عن مقاتل أن المنافقين قالوا: إن سرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) قتلوا جميعا فنزلت السورة. وقيل: نزلت السورة لما بعث النبي (صلى الله عليه وآله) عليا إلى ذات السلاسل.
فظهر أن نزولها دفعة لا يخلو عن شواهد.
8 - سورة الضحى:
عن ابن عباس: احتبس الوحي عنه (صلى الله عليه وآله) خمسة عشر يوما فقال المشركون:
إن محمدا (صلى الله عليه وآله) قد ودعه ربه وقلاه، ولو كان أمره من الله تعالى لتتابع عليه فنزلت السورة (1).
ونقل صاحب تفسير مجمع البيان أقوالا دالة على نزولها دفعة، ولكن السيوطي عدها مما نزل مفرقا. وقال: إن أول ما نزل منها إلى قوله " فترضى " كما في حديث الطبراني، وقال أيضا في أسباب النزول: أخرج الشيخان وغيرهما عن جندب قال:
اشتكى النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله * (والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى) *.
وروى الحاكم في المستدرك عن حماد بن زيد عن عطية بن السائب عن سعيد عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: سألت الله مسألة وددت أني لم أكن سألته، ذكرت رسل ربي فقلت: يا ربي سخرت لسليمان الريح وكلمت موسى فقال تعالى:
ألم أجدك يتيما فآويتك، وضالا فهديتك، وعائلا فأغنيتك؟ فقلت: نعم، فوددت أني لم أسأله (2).
فظهر أنها مما اختلفوا في نزولها مفرقا أو جمعا.
9 - سورة الإخلاص:
عدها في الإتقان مما نزل جميعا. وقال في مجمع البيان في تفسير سورة