جبرئيل في صورته التي خلق عليها. وقال عند تفسيره * (علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى) * (1): أي جبرئيل على صورته التي خلق عليها - إلى أن قال: - قالوا (لعله يقصد الذين سبقوا في كلامه، وهم: ابن عباس والربيع وقتادة): إن جبرئيل كان يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) في صورة الآدميين، فسأله النبي (صلى الله عليه وآله) أن يريه نفسه (عليه السلام) على صورته التي خلق عليها، فأراه نفسه مرتين: مرة في الأرض، ومرة في السماء.
وقال السيوطي عند تفسيره لهذه الآيات: وقد رآه النبي (صلى الله عليه وآله) على صورته التي خلق عليها، فرآه النبي (صلى الله عليه وآله) وكان بحراء، وقد سد الأفق إلى المغرب، فخر مغشيا عليه، وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها، فواعده بحراء، فنزل جبرئيل على صورة الآدميين... الخ (2).
وأما أنه على هيئة أي رجل كان يأتيه جبرئيل فإنني ما رأيت موردا يدل دلالة واضحة على أنه كان دائما ينزل على صورة شخص بعينه. إلا أنه قد ورد في الروايات والتواريخ ذكر موارد خاصة، نزل فيها جبرئيل على صورة دحية بن خليفة الكلبي.
منها: ما سبق عن أمالي الشيخ عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغدو إليه علي في الغداة، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فإذا النبي في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي - إلى أن قال: - فانتبه النبي فقال: ما هذه الهمهمة، فأخبره الحديث، فقال: لم يكن دحية، كان جبرئيل... الخ (3).
ومنها: ما في صحيح البخاري بسنده إلى أبي عثمان قال: أنبئت أن جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده أم سلمة فجعل يتحدث، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لام سلمة: من هذا؟ أو كما قال، قالت: هذا دحية، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) يخبر خبر جبرئيل... الخ (4).