أي: اتخذته له. ويقال ان تبوأ، وبوأ بمعنى، أي: اتخذ بيتا مثل بدل وتبدل، وخلص وتخلص. قال أبو علي: تبوأ فعل يتعدى إلى مفعولين، واللام في قوله (لقومكما) كالتي في قوله (ردف لكم) ويقوي ذلك قوله (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) فدخلت اللام على غير المطاوع، كما دخلت على المطاوع في قوله (تبوءا لقومكما). والطمس: محو الأثر، يقال طمست عينه أطمسها طمسا وطموسا، وطمست الريح آثار الديار. والطمس: تغير إلى الدثور والدروس. قال كعب بن زهير:
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول (1) الاعراب: مصر غير منصرف لأنه مؤنث معرفة ولو صرفت لخفتها كما تصرف هند لكان جائزا وترك الصرف أقيس وقوله (بيوتا) مفعول به وليس بظرف مكان لاختصاصه والبيوت هنا كالغرف في قوله تعالى (لنبوأنهم من الجنة غرفا فلا يؤمنوا) يحتمل وجهين من الاعراب النصب والجزم فأما النصب ففيه وجهان أحدهما: أن يكون على جواب صيغة الأمر بالفاء والآخر: أن يكون عطفا على ليضلوا أي ليضلوا فلا يؤمنوا وهذا قول المبرد وعلى هذا فيكون قوله (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم) اعتراضا. وأما الجزم فيكون على وجه الدعاء عليهم، وتقديره فلا آمنوا، ومثله قول الأعشى:
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ولا تلقني إلا وأنفك راغم المعنى (وأوحينا إلى موسى وأخيه) أي: أمرناهما (أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا) أي: اتخذا لمن آمن بكما بمصر يعني البلدة المعروفة بيوتا تسكنونها، وتأوون إليها. (واجعلوا بيوتكم قبلة) اختلف في ذلك، فقيل: لما دخل موسى مصر بعد ما أهلك الله فرعون، أمروا باتخاذ مساجد يذكر فيها اسم الله تعالى، وأن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي: الكعبة، وكانت قبلتهم إلى الكعبة، عن الحسن.
ونظيره: (في بيوت اذن الله أن ترفع) الآية. وقيل: إن فرعون أمر بتخريب مساجد