إذا كان ساكنا في البادية. والعرب صنفان: عدنانية وقحطانية، والفضل للعدنانية برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأجدر: مأخوذ من جدر الحائط بسكون الدال، وهو أصله وأساسه. والمغرم: الغرم، وهو نزول نائبة بالمال من غير خيانة، وأصله لزوم الأمر، ومنه قوله: (إن عذابها كان غراما) أي: لازما. وحب غرام: أي لازم.
والغريم: يقال لكل واحد من المتداينين للزوم أحدهما الآخر. وغرمته كذا أي:
ألزمته إياه في ماله. والتربص: الانتظار، ومنه التربص بالطعام لزيادة الأسعار، وأصله التمسك بالشئ لعاقبة. والدوائر: جمع دائرة، هي من حوادث الدهر.
وقيل: الحال المنقلبة عن النعمة إلى البلية. والدائرة: الدولة. والقربة: هي طلب الثواب، والكرامة من الله تعالى بحسن الطاعة.
الاعراب: (أجدر أن لا يعلموا) إن: في موضع نصب، لأن الباء محذوفة.
والمعنى: أجدر بترك العلم، تقول: أنت جدير أن تفعل، وجدير بأن تفعل، أي:
هذا الفعل ميسر لك. وإذا حذفت الباء لم يصلح إلا بأن، وإن أثبت الباء صلح بأن وغيرها، تقول: أنت جدير بأن تقوم، وجدير بالقيام، وإنما صلح مع أن الحذف لأن أن يدل على الاستقبال، فكأنهما عوض من المحذوف. (وصلوات الرسول) عطف على قوله (ما ينفق)، وموضعه نصب، وتقديره: ويتخذ النفقة (وصلوات الرسول) ويتخذ قربات. وقيل: (صلوات) معطوف على (قربات) على معنى يطلبون بالإنفاق قربة الله، وصلوات الرسول، عن الجبائي.
المعنى: لما تقدم ذكر المنافقين، بين سبحانه أن الأعراب منهم أشد في ذلك وأكثر جهلا، فقال: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا) يريد: الأعراب الذين كانوا حول المدينة، وإنما كان كفرهم أشد، لأنهم أقسى وأجفى من أهل المدن، وهم أيضا أبعد من سماع التنزيل، وإنذار الرسل، عن الزجاج. ومعناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا، أو منافقين، فهم أشد كفرا من أهل الحضر، لبعدهم عن مواضع العلم، واستماع الحجج، ومشاهدة المعجزات، وبركات الوحي. (وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) أي: وهم أحرى وأولى بأن لا يعلموا حدود الله في الفرائض والسنن، والحلال والحرام (والله عليم) بأحوالهم (حكيم) فيما يحكم به عليهم.
(ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما) أي: ومن منافقي الأعراب من يعد ما