قلت: وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه فلا يحتج به أيضا، لكنه لم يتفرد به، فرواه عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله به.
أخرجه النسائي (1 / 212) وإسناده صحيح، لكن قوله " خمسة عشرة) شاذ لمخالفته لسائر الروايات كما في " التلخيص " (129).
وجملة القول: أن أصح هذه الروايات الرواية الأولى والثانية وأصحهما الأولى، وقد جمع بينهما البيهقي وغيره بأن من روى الأولى عدد يوم الدخول ويوم الخروج، ومن روى الأخرى لم يعدهما، وقال الحافظ: وهو جمع متين. والله أعلم.
576 - (قال أنس: " أقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم برام هرمز تسعة أشهر يقصرون الصلاة ". رواه البيهقي بإسناد حسن). ص 136 ضعيف. أخرجه البيهقي (3 / 152) من طريق عكرمة بن عمار ثنا يحيى بن أبي كثير عن أنس أن أصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم أقاموا. الحديث قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم إلا أنه منقطع، فإن يحيى لم يسمع من أنس كما قال الحافظ في حديث ذكرناه قبل حديث، وقد ذهل عن هذه العلة المؤلف أو من تبعه فحسنه، وهو مسبوق بمثله (ففي " نصب الراية " (2 / 186) " قال النووي: إسناده صحيح، وفيه عكرمة بن عمار، واختلفوا في الاحتجاج به، واحتج به مسلم في صحيحه ".
قلت: والحق أن عكرمة هذا حسن الحديث، لولا أن حديثه هذا منقطع. ولا عجب أن يخفى ذلك على النووي وغيره وإنما العجب أن يخفى على الحافظ ابن حجر فيتابع في كتابه " الدراية " أصله " نصب الراية " فيقول (ص 129) إنه صحيح! مع أنه إسناد منقطع باعترافه. فجل من لا ينسى.
577 - (حديث: " أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر