" وعليها صيام شهرين متتابعين ".
وليس الحديث مضطربا بهما يبدو لأول وهلة من الاختلاف في النذر هل هو الحج أو الصوم، فإن الواقع أنهما قضيتان سألت عنهما المرأة، فروى بعض الرواة إحداهما، وبعضهم الأخرى، بدليل حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال:
" بينا أنا جالس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أتته امرأة، فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية، وإنها ماتت، قال: فقال: وجب أجرك، وردها عليك الميراث، قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر (وفي رواية: شهرين) أفأصوم عنها؟ قال: صومي عنها، قالت: إنها لم تحج قط أفأحج عنها؟
قال: حجي عنها ".
أخرجه مسلم (3 / 156 و 157) وأحمد (5 / 349 و 351 و 359).
وهذه المرأة السائلة، هي غير الخثعمية التي سألت عن أبيها صبح يوم النحر، وقد روى قصتها ابن عباس أيضا، وعنه سليمان بن يسار قال:
" كان الفضل بن عباس رديف رسول الله (صلى الله عليه سلم) فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجاء الفضل ينظر إليه، وتنظر إليه، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، قالت: يا رسول الله! إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟
قال: نعم، وذلك في حجة الوداع ".
أخرجه البخاري (1 / 464 و 4 / 172: ومسلم (4 / 101) ومالك (1 / 359 / 97) والشافعي (1 / 287) وأبو داود (1809) والنسائي (1 / 4 و 5) والترمذي (1 / 174) وابن ماجة (2909) والدارمي (2 / 39 - 40 و 41) والبيهقي (4 / 328) وأحمد (1 / 212 و 359) وزاد هو والدارقطني وابن ماجة:
(نعم فإنه لو كان على أبيك دين قضيته ".
وإسناده. صحيح. وزاد النسائي وابن الجارود: