يديه حدثني المثنى ثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري ثنا على بن جرير عن حماد بن سلمة عن عبد الحميد بن جعفر عن كنانة العدوي قال دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه ملك فقال على يمينك ملك على حسناتك وهو أمين على الملك الذي على الشمال فإذا عملت حسنة كتبت عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين أكتب فيقول له: لا لعله يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال نعم اكتب أراحنا الله منه فبئس القرين ما أقل مراقبته لله وأقل استحياؤه منا يقول الله ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وملكان من بين يديه ومن خلفك يقول الله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله رفعك وإذا تجبرت على الله قصمك وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على محمد وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك وملكان على عينيك فهؤلاء عشرة أملاك على كل بن آدم يتبدلون ملائكة الليل على ملائكة النهار لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل انتهى.
الحديث الحادي والخمسون: حديث تحريمها التكبير وتحليلها التسليم قلت:
تقدم أول الباب والمصنف هنا استدل به للشافعي على فريضة السلام ووجه الدليل منه أنه لما قال تحريمها التكبير كان لا يصح الدخول في الصلاة إلا بالتكبير فكذلك قوله وتحليله التسليم أي لا يخرج من الصلاة إلا به.
وأجاب الطحاوي في شرح الآثار فقال إن الدخول في الأشياء المأمور بها لا تصح إلا من حيث أمر به وأما الخروج منها فقد يصح بغير ما أمر به كما في النكاح والطلاق فإنه لما نهى أن يعقد على المرأة وهي في عدة الغير حتى لو عقد عليها كان العقد فاسدا وأمر أن لا يخرج منها إلا بطلاق لا إثم فيه ولو طلقها ثلاثا أو هي حائض صخ ولزمه مع أنه خرج من حيث نهى عنه قال وهذا علي بن أبي طالب الذي روى حديث تحريمها التكبير روى عنه ما يدل على أن السلام غير فرض ثم روى من طريق أبي عوانة عن الحكم عن عاصم بن ضمرة عن علي قال إذا رفع رأسه من آخر سجدة فقد تمت صلاته انتهى. فدل ذلك على أن الصلاة عنده تتم بدون